أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو أمس، أن "من الضروري والملح" لإيران التعامل مع مخاوف المفتشين الدوليين بشأن أبحاث إيرانية تتعلق بالقنبلة الذرية والسماح لهم بدخول موقع عسكري رئيسي. وكان أمانو يلقي كلمة في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، وهو الأول منذ تولي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، منصبه في أوائل أغسطس الماضي، الأمر الذي رفع مستوى الآمال في إحراز تقدم على صعيد النزاع النووي القائم منذ 10 سنوات. وأضاف أمانو أن الوكالة ملتزمة بالعمل بشكل بناء مع حكومة روحاني "لحل القضايا المعلقة بالسبل الدبلوماسية". ويندرج ملف إيران النووي الشائك اعتبارا من أمس في صلب نقاشات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط مؤشرات تهدئة من طرف الفريق الحاكم الجديد في الجمهورية الإسلامية. ويعقد مندوبو دول مجلس حكام الوكالة اجتماعا مغلقا طوال أسبوع في فيينا، ويتوقع أن يتحفظوا في انتقاد إيران هذه المرة بالرغم من استمرارها في زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بشكل كبير، بحسب دبلوماسيين. كما قد يطرح في الاجتماع الملف السوري بمبادرة روسيا التي تحذر من العواقب الكارثية لأي ضربه عسكرية أميركية محتملة، نظرا لاحتمال إصابة مفاعل نووي صغير للأبحاث. وطلبت موسكو من الوكالة الدولية إجراء تقييم لتلك المخاطر. ويتوقع أن تبقى إيران موضوع الاجتماع الرئيسي. فالقوى الكبرى تنوي إفساح المجال أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني كي يترجم تصريحاته المتكررة الداعية للتهدئة إلى أفعال. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي كلف بترؤس المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، وسيطة المجموعة في أواخر سبتمبر الجاري في نيويورك. وتستأنف الوكالة المفاوضات مع إيران في 27 سبتمبر في فيينا، في اجتماع سيكون الحادي عشر من نوعه منذ مطلع 2012. بالتالي يشكل مجلس الحكام المقبل في نوفمبر المقبل فرصة لتنسيق المواقف وإن دعت الحاجة إلى تشديد اللهجة بحسب دبلوماسيين.