أخفقت القوى السياسية في اليمن لليوم الثالث على التوالي في التوافق على وثيقة «مستقبل الجنوب». وجدد حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح رفضه لمضامين الوثيقة التي نصت مسودتها على تقاسم السلطات بين الشمال والجنوب، في وقت أكد فيه السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين «أن اليمن يتجه إلى اعتماد نظام دولة فيديرالية من أقاليم عدة». واستخدمت السلطات القوة لتفريق أنصار فصيل من «الحراك الجنوبي» في أحد ميادين عدن ومنعت مهرجاناً يرفض نتائج الحوار الوطني ويطالب بالانفصال. وقالت مصادر أمنية إن جندياً قتل في وقت مبكر أمس في عدن برصاص مجهولين. وأكد شهود «أن قوات الأمن مصحوبة بالآليات المدرعة اقتحمت ميدان ساحة العروض في خور مكسر وفرقت أنصار»الحراك» الذين توافدوا إلى الميدان منذ مساء الثلثاء لعقد المهرجان وللتأكيد على تمسكهم بمطلب الانفصال عن شمال اليمن». وجاء اخفاق القوى السياسية في الاتفاق على وثيقة لجنة «8+8» الخاصة بمستقبل الجنوب بعد بعدما اعرب ياسر العواضي القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه صالح، رفضه مضمون الوثيقة قائلأ عبر «تويتر» أن «الإجماع في الحزب أنه لن يكون طرفاً في اتفاق يمزق شعب اليمن مهما كلفه ذلك وإن أرادت القوى السياسية ذلك فلتذهب وحدها». وأضاف: «نواجه ضغوطاً لم تحدث حتى أيام الأزمة (احتجاجات2011) لقبول وثائق مفخخة في الحوار لا تحل المشاكل في الجنوب ولا في الشمال بل تعقدها». إلى ذلك، نفى السفير الأميركي في صنعاء في مؤتمر صحافي أمس وجود أي اتصالات مع صالح، وقال: «»نحن لا نتواصل مع الرئيس السابق في هذه المرحلة» مؤكداً أن على «المؤتمر الشعبي»أن يترك الماضي خلفه وأن يكون جزءاً من المستقبل» . واعتبر فايرستاين أن الحوار الوطني «حقق نجاحاّ باهراً حتى الآن»، وقال «كل القضايا التي تركت على الطاولة تم حلها ولا تزال بعض القضايا في إطار النقاش» آملاً أن تقود نتائجه إلى مستقبل يمني أكثر إشراقاً» وأكد أن نتائج الحوار «تتجه إلى بلد اتحادي من عدد من الأقاليم ستتحول السلطات المركزية إليها»، كما أبدى معارضته لتمديد الفترة الانتقالية الحالية برئاسة هادي، وقال: «قدمنا التزاماّ للشعب اليمني بأن يتم إنجاز الفترة الانتقالية خلال عامين»، في إشارة إلى التزام نصوص اتفاق التسوية السياسية المعروف ب»المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة». وأضاف» إذا كان الرئيس هادي أحد المرشحين فهذه قضية أخرى ونتطلع أن نرى انتخابات مفتوحة وديموقراطية يأتي إليها الكثير من المرشحين». مؤكداً أن اليمن «جاهز لإجراء الانتخابات المقبلة في 2014». ولعب فايرستاين، دوراً محورياً في الشأن اليمني خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بالتزامن مع تطورات العملية الانتقالية التي أعقبت انتفاضة 2011 ضد نظام صالح.