هاجم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، نائبه الأسبق علي سالم البيض الذي يقود من مقر إقامته خارج اليمن فصيلاً متشدداً في المعارضة الجنوبية يدعو إلى الانفصال عن الشمال، واتهمه بتلقي الأموال من إيران، وذلك في كلمة مقتضبة ألقاها أمس وسط الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في أكبر ميادين العاصمة صنعاء، احتفالاً بمرور عام على تسليمه السلطة إلى خلفه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وهذا أول ظهور للرئيس السابق منذ بيان مجلس الأمن في 15 شباط (فبراير) الذي هدد فيه صالح والبيض من مغبة تماديهما في إعاقة عملية انتقال السلطة في اليمن، ملوحاً باتخاذ عقوبات بحقهما تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهو الأمر الذي رفضه صالح في حينه، مطالباً المجلس في بيان صادر عن حزبه بإيضاحات حول الأعمال التي يقوم بها وتُعتبر عرقلة للعملية السياسية. وقال صالح إن الوحدة اليمنية ليست قابلة للأخذ والرد، وأضاف: «شعبنا في الجنوب موحد ومع الوحدة، قلة قليلة فقط مع الانفصال وهم الذين يدفع لهم من الخارج، ولن نرهن الوطن لإيران أو غير إيران». وكانت انتفاضة شعبية عارمة أجبرت صالح مطلع عام 2011 على ترك السلطة بعد 33 عاماً في الحكم، وفق خطة خليجية وافق عليها مختلف الأطراف اليمنيين، وتم بموجبها انتخاب نائبه هادي خلفاً له لمدة عامين على أن يجرى خلالهما حوار وطني شامل، وصولاً إلى شكل جديد للدولة ودستور جديد وانتخابات عامة في 2014. وانتقد صالح في خطابه المقتضب أعمال العنف خلال الأيام الماضية في عدن وحضرموت (جنوب)، وسقط فيها قتلى وجرحى من قوات الأمن وأنصار «الحراك الانفصالي»، وكرر عبارة «لا للانفصال» أكثر من مرة، فيما دعا إلى التصالح والتسامح و «بدء صفحة جديدة في اليمن، وطيّ صفحة الماضي بكل سلبياته وإيجابياته». وأضاف صالح في سياق تعريضه بعلي سالم البيض من دون أن يسميه: «فليسقط الدفع الخارجي، وعلى الذي يدفع من الأموال التي حوشها (جمعها) في حرب صيف 1994، ألا يقتل أبناءنا في عدن وحضرموت»، مؤكداً في الوقت نفسه «حق التعبير السلمي عن الرأي». وتجنب الرئيس السابق مهاجمة حكومة الوفاق الوطني التي يشغل حزبه وحلفاؤه نصف حقائبها الوزارية، وبدا أكثر هدوءاً في خطاب الأمس، مؤكداً أن الهدف من احتشاد أنصاره في «مسيرة الوفاء» هو مساندة الرئيس هادي. وقال: «إن مسيرة الوفاء هي احتفال بيوم التداول السلمي للسلطة عندما نقلناها في 21 شباط واحتفلنا بها في 27 شباط ونقلناها إلى الزميل العزيز الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي سنقف إلى جانبه من أجل أمن الوطن واستقراره». وكان صالح أقام حفلاً رمزياً في 27 شباط من العام الماضي في دار الرئاسة بصنعاء، وحضور ديبلوماسيين عرب وأجانب، نقل خلاله مقاليد السلطة إلى هادي، لكنه ظل متمسكاً برئاسة حزبه (المؤتمر الشعبي)، فيما يصر خصومه على ضرورة تركه العمل السياسي ومغادرة البلاد، ويتهمونه بافتعال العراقيل أمام العملية الانتقالية.