تواجه ليبيا صعوبات لاستئناف صادراتها النفطية التي تراجعت بشدة بسبب بعض الاحتجاجات، حيث فشلت محاولة للتوصل إلى اتفاق مع المحتجين في شرق البلد بينما خيمت حالة من الضبابية على اتفاق آخر في الغرب. وأجرت الحكومة محادثات مع قبائل وميليشيا ومحتجين على مدار الشهرين الأخيرين، بعد أن هوى الإنتاج إلى عشرة في المئة من الطاقة الإنتاجية للبلد التي تبلغ 1.5 مليون برميل يومياً. وأشارت أنباء إلى أن محتجين في الشرق، الذي يساهم بنحو ثلثي الإنتاج الليبي، توصلوا إلى اتفاق لإعادة فتح مرافئ التصدير بدءاً من أمس، وطالبوا بتنفيذ عدد من الشروط في غضون ثلاثة أشهر. غير أن الناطق باسم المحتجين أسامة العريبي نفى هذه التقارير. وقال: «لم نتوصل إلى أي اتفاق وأن مرافئ التصدير في شرق ليبيا، السدرة وراس لانوف ومرسى البريقة ومرسى الحريقة، ستظل مغلقة إلى حين تلبية مطالب المحتجين التي لم تستجب لها الحكومة». وبدا الحوار مع المحتجين في غرب ليبيا، الذي يساهم بنحو ثلث إنتاج البلد، أكثر إيجابية بعض الشيء على رغم أن مسؤولين في الحكومة لا يزالون متحفظين بخصوص احتمالات إعادة فتح الحقول على الفور. ولفت مسؤول في قطاع النفط الليبي إلى أن الحكومة أبلغت «المؤسسة الوطنية للنفط» بعد مفاوضات جرت مطلع الأسبوع، توقع إعادة فتح خط أنابيب رئيس مغلق. ويربط خط الأنابيب حقلي الفيل والشرارة في الجنوب بمرفأي مليته والزاوية. وأضاف «موظفونا مستعدون لاستئناف الإنتاج لكننا ننتظر إعادة فتح الصمامات، والحصول على تأكيد (...) يُفترض أن يبدأ الأمر مساءً لكنه قد يحدث في أي وقت». الأسعار في سياق آخر، تراجعت أسعار النفط العالمية أمس إلى أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع إلى ما دون 109 دولارات للبرميل، بعد موافقة الولاياتالمتحدة على تأجيل عمل عسكري ضد سورية، ما أدى إلى تهدئة المخاوف. ولامس عقد أقرب استحقاق لخام «برنت» القياسي أعلى مستوياته في ستة أشهر (عندما سجل 117.34 دولار للبرميل في أواخر آب - أغسطس) وسط مخاوف من أن هجوماً أميركياً على سورية قد يعطل إمدادات النفط من الشرق الأوسط التي تضررت بالفعل من تعطيل في الإمدادات الليبية والعراقية. لكن الأسعار بدأت في الانخفاض بعد أن عرضت روسيا المساعدة في وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية. وتراجع سعر خام «برنت» تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) 2.71 دولار إلى نحو 108.99 دولار للبرميل بعد أن بلغ 108.73 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ 12 آب. وكان سعر التسوية لعقد تشرين الأول 112.78 دولار. وهبط الخام الأميركي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 82 سنتاً إلى 107.39 دولار للبرميل. إلى ذلك، أعلنت شركة النفط النروجية «دي أن أو» أمس، أنها تتوقع أن تصل حصتها الإنتاجية من الحقول التي تديرها إلى 50 ألف برميل يومياً في الربع الثالث من العام الحالي، ارتفاعاً من 38.7 ألف برميل يومياً في الربع الثاني مع زيادتها الإنتاج في كردستان العراق. ويُتوقع أن تبلغ إيراداتها الفصلية نحو 750 مليون كرونة نرويجية (126.31 مليون دولار) انخفاضاً من 763.7 مليون كرونة في الربع الثاني.