تم الاتفاق بين الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وعدد من الاحزاب الكردية على توسيع التمثيل الكردي في الائتلاف بعد اشهر من المباحثات والاختلافات، بحسب ما ذكر مسؤولون من الطرفين. وتم الاعلان عن التوصل الى اتفاق في ختام الاجتماع الذي عقدته الهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول السبت والاحد. واوضح المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي ان "الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي توصلا الى اتفاق الاحد يسمح بانضمام المزيد من الاعضاء الاكراد" الى الائتلاف الذي وافق بالتصويت على الاتفاق. واضاف "نعتبر الخطوة مهمة لانها تبني الثقة. نريد ان تكون سورية بلدا تسود فيه العدالة وتضمن الحقوق السياسية للجميع". وافاد المسؤول في المجلس الوطني الكردي بهزاد ابراهيم ان انه لم يتم الاتفاق بعد على عدد الاعضاء الجدد الذين سينضمون الى الائتلاف. واعتبر ابراهيم الاتفاق "خطوة الى الامام تجاه ضمان ان سورية ستكون اكثر تنوعا، وان المعارضة ستمثل الاكراد بشكل افضل"، مشيرا الى ان الاتفاق يضمن اعتراف المعارضة ب"الهوية الوطنية" للاكراد. وتعرض الاكراد للتهميش خلال حكم الرئيس السوري بشار الاسد، وحرموا من الجنسية السورية وغالبية الحقوق المدنية والسياسية. لكن ظهرت خلافات كذلك بينهم وبين المعارضة منذ بدء النزاع السوري نتيجة نزعة الى إبقاء مناطقهم في مناى عن النزاع وممارسة نوع من الحكم الذاتي، وحول الاعتراف بالقومية الكردية. وشهدت مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية خلال الاشهر الاخيرة اشتباكات بين مقاتلين اكراد ومقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تقاتل ضد النظام السوري والمرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال الناشط الكردي هفيدار "على رغم ان عددا من اعضاء الائتلاف عارضوا الاتفاق، الا انه يظل خطوة في الاتجاه الصحيح. بات في امكان المجلس الوطني الكردي ان يتعامل في شكل مباشر مع هيئة اركان الجيش السوري الحر" بقيادة اللواء سليم ادريس. واوضح ان ذلك "يمكن ان يعني تعاونا عسكريا افضل بين المقاتلين من الاكراد وغير الاكراد" الناشطين ضد القوات النظامية السورية. ويضم المجلس الوطني الكردي طيفا واسعا من الاحزاب الكردية، الا انه يستثني ابرزها وهو حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يسيطر مقاتلوه على العديد من البلدات والاحياء ذات الغالبية الكردية في شمال سورية. واعتبر صافي ان الاتفاق "ليس وثيقة قانونية. هو اتفاق سياسي يظهر النية الحسنة". واضاف ان الاسم الرسمي لسورية سيبقى حاليا "الجمهورية العربية السورية"، علما ان الاكراد يضغطون في اتجاه حذف الصفة العربية منه. واوضح صافي انه "سيعود الى الشعب السوري تقرير طريقة ادارة دولته بعد سقوط نظام الاسد". ويشكل الاكراد 15 بالمئة من عدد سكان سورية البالغ 23 مليونا.