يحضر الشاعر سليمان المانع ويغيب بين الفينة والأخرى، ربما «سلة أوجاعه» تجبره على ذلك، لكنه يحارب من أجل البقاء في قلوب عشاقه، على رغم ولادة عشرات الشعراء في الساحة الشعبية في الوقت الحالي، إذ يؤكد أنه لم يختر الغياب، بيد أنه لم يعد كما كان في سابق عهده. ويدافع عن ظهوره في الأمسيات الشعرية برفقة أربعة شعراء على العكس من أبناء جيله، الذين يرون أن الظهور مع عدد من الشعراء ينسف تاريخهم، بقوله: «الوردة جميلة، ولكن الباقة أجمل هكذا أنظر إلى المسألة، أما بالنسبة إلى القيمة الأدبية، فأعرف نفسي كما يعرف الآخرون أنفسهم، وجميل أن تمنح الشباب فرصة مشاركتهم بأمسية، من دون أن تتعالى منفرداً، لأن ذلك غرور وعدم ثقة». ويضيف ل «الحياة»: «الظروف المعيشية لها دخل في كل شيء في حياة الإنسان، لذلك لها تأثير في إبداع الشاعر»، مؤكداً أنه لا يتابع القنوات الشعرية. وفي ما يأتي نص الحوار: ما سبب غيابك عن الإعلام بين الفينة والأخرى؟ - لو سألتني عن غيابي عن الشعر لكان أقرب للحقيقة، أما الإعلام فأنا موجود، لكن في المكان الذي أعتقد أنه يحترم الشعر والشاعر. كيف ترى تجربتك بصفتك عضواً في تحكيم مسابقة شعرية؟ وهل قدمت لك شيئاً؟ - أدبياً لم تكن كما أحلم، لأنها تعتمد على المادة بجزء كبير يفوق الهدف أحياناً. أما الاستفادة فكانت بالناس «الطيبين» الزملاء والجمهور الذي التقيته، وأعتبرها إضافة إنسانية واجتماعية وثقافية. هل حققت من الشعر أهدافك.. وهل استفدت منه؟ - الشعر بالنسبة إليّ كان ومازال وسيبقى هو أجمل الأهداف.. قدّم لي كثيراً من الأهداف التي لم أخطط لها، أهمها الناس ومحبتهم. الظروف المعيشية الصعبة هل تتوقع أن لها دوراً في إبداع الشاعر؟ - الظروف المعيشية الصعبة لها دخل في كل شيء في حياة الإنسان ومن ضمن مجموعة الحياة، أما الإبداع.. فبالتأكيد لها دور في ذلك. لماذا لم يعد سليمان المانع يكتب كما كان من قبل؟ - لأنني لم أعد كما كنت من قبل، ولا أنت ولا الناس! لا أحد يختار الغياب حتى وإن ادعى ذلك الغياب فهو موت موقت. ما السبب الذي دفعك للظهور في أمسياتك الشعرية برفقة أكثر من شاعر، على العكس تماماً من أبناء جيلك، الذين يظهرون منفردين أو برفقة شاعر واحد في الأمسيات؟ - الوردة جميلة، ولكن الباقة أجمل هكذا أنظر إلى المسألة. أما بالنسبة إلى القيمة الأدبية فأعرف نفسي كما يعرف الآخرون أنفسهم، وجميل أن تمنح الشباب فرصة مشاركتهم بأمسية من دون أن تتعالى منفرداً، لأن ذلك غرور وعدم ثقة. دخولك في مواقع التواصل الاجتماعي، هل كان رغبة منك، أم مسايرة للعصر؟ - رغبة مني في مسايرة العصر، أنا إنسان أبحث عن الإنسان بكل الطرق التي يخترعونها. هل اختلفت الساحة الشعرية أخيراً بعد انضمام شعراء الرعيل الأول إلى «تويتر»؟ - لا ألاحظ اختلافاً، بالعكس أشعر بألفة وامتزاج الأجيال بفضاء واحد وحرية جميلة. ما أبزر قصائدك، وما أقربها إلى قلبك؟ - كلها قريبة إلى قلبي، أما أبرزها فيحددها الآخرون. مع مرور الزمن هل زادت «سلة أوجاع» سليمان المانع؟ - أصبحت حديقة! لم تعد سلة ولا أستطيع تعريفها ونقلها إلى الآخرين، والذي يحرص عليها يزورها، وهذا ما لا يحدث غالباً، لذلك هي مصونة. ما رأيك في القنوات الشعرية وهل تتابعها؟ - لا أتابع إلا القنوات الإخبارية، إلا ما يحدث بالمصادفة أو بعد اتصال من صديق لمتابعة حدث معين. ما تقويمك للشعر في الوقت الحالي؟ - منذ قرابة ال30 عاماً وأنا مرتبك بتقويمي لذاتي، فكيف أقوّم ساحة مليئة بالعقول فارغها ومليئها؟ إلى ماذا يحن سليمان المانع، ومن يفتقد؟ - لا تفتح أبواب الحنين على رياح الافتقاد، «أخاف لا أشهق وأموت». من الشاعر الذي تحرص على متابعة قصائده نبطياً؟ - الذي إذا قرأت قصيدته قلت ما أجمل قصيدتك. هل تنصح الشعراء بالتقاعد؟ - نعم.. مت قاعد! وهل يموت الفكر والروح؟ هل يقرأ الشاعر الشعبي سليمان المانع الشعر الفصيح؟ - بالتأكيد أقرأ الشعر الفصيح. أحب النواب كثيراً، ويدهشني درويش، أقرأ هذه الأيام الشاعر العذب أحمد بخيت وعموديته الجميلة، البردوني عوالم من الجمال، ونثرياً الماغوط.