يبدو أن خريطة المسابقات الشعرية تغيّرت بسبب تطور التقنية، ووجود منابر إعلامية أخرى غير شاشة التلفزيون، وهذا ما حدث في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي عج بعشرات المسابقات التي وصلت جوائزها إلى عشرات الألوف، ما يهدد مستقبل برامج الشعر الشعبي وقنواته. وطوال الأسابيع الماضية، تكفل رجال أعمال سعوديون بمسابقات شعرية، استقبلت مئات الشعراء الشعبيين في الخليج، من بينهم أسماء معروفة لها حضورها الإعلامي، إذ اختتمت في الرياض أخيراً مسابقة «أجمل تغريدة شعرية»، التي تكفل بجوائزها البالغة 50 ألف ريال رجل الأعمال نايف السبهان، وأشرف عليها الإعلامي تركي المريخي، وتصدى لإدارتها تحكيمياً الشعراء علي الريض وعبدالمسحن المسعودي وسعود العواجي، الذين كان لهم حضور في برنامج «شاعر المليون» طوال المواسم الخمسة الماضية، وفاز بها السعودي محمد الوسمي، ونال 15 ألف ريال. ولا تختلف مسابقات «تويتر» عن نظيراتها التلفزيونية كثيراً، إذ تبدأ بإعلان ووسم خاص بها للمشاركة وآلية للترشح، عبر تغريدة لا تتجاوز 140 حرفاً، بيد أن مسمياتها تتغيّر بحسب طبيعتها. ووجدت تلك المسابقات إقبالاً من الشعراء، كونها لا تكلفهم سوى كتابة أبياتهم، ووضعها في الوسم الخاص بالمسابقة، ومن ثم يتم فرزها من لجنة التحكيم، ويتم اختيار المتأهلين إلى المراحل التالية من المسابقة. ويرى عدد من الشعراء أن مسابقات «تويتر» أصبحت في متناولهم، ولا تحملهم عناء السفر لمقابلة لجنة التحكيم، بل كتابة أبياتهم من أماكن وجودهم، ووضعها في وسم المسابقة. ويقول الإعلامي والشاعر عارف سرور ل«الحياة»: «وجود مسابقات الشعر في مواقع التواصل الاجتماعي صحي، وحراك جديد يدعم الثقافة والشعر، خصوصاً أن مثل هذه المسابقات يقف خلفها أشخاص بعيدون عن مؤسسات إعلامية أو دول». ويضيف: «من الجميل أن يدعم الشعر أهله بعيداً عن أهداف ونوايا أصحاب هؤلاء الأشخاص. تلك المسابقات تخدم الشعر في شكل أو بآخر، وتسهم في إيجاد حراك شعري مميز»، مشيراً إلى أن «تويتر» في مرحلته الحالية تحول من موقع تواصل اجتماعي إلى صفحة شعبية بالنسبة للشعراء. ويؤكد الإعلامي الكويتي فهد أبو رقبة، أن كثرة مسابقات الشعر في «تويتر» طبيعية، لاسيما أن عدداً من الشعراء عرفهم الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، «مسابقات الشعر تعيش التطور، بدليل أنها بدأت من المجلات وانتقلت إلى التلفزيون، والآن نراها عبر الإنترنت». ويرى عضو لجنة تحكيم «شاعر المليون» تركي المريخي، أن مسابقات الشعر في «تويتر» تثري الساحة في حال نظمت في شكل جيد، وابتعدت عن المحسوبيات ويقول: «الشاعر في أية مسابقة يطرح اسمه ونتاجه للجمهور، فلا يمكن أن يقدم أقل ما لديه، بل تجده ينافس من أجل الفوز على المسابقة». ويضيف: «مسابقات الشعر في مواقع التواصل الاجتماعي ستشهد تطوراً في حال وقفت خلفها مؤسسات كبيرة»، مستشهداً بنجاح مسابقة «أجمل تغريدة شعرية» التي أشرف عليها أخيراً، على رغم أنها بدأت باجتهادات شخصية.