استعرض كل من اللواء الطيار المتقاعد الدكتور عبدالله السعدون، وأستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود الدكتور حسين المناصرة، والروائي الكاتب سلطان القحطاني تجاربهم الكتابية، في حين أدار الجلسة الدكتور عبدالرحمن الوهابي، تجاربهم الإبداعية في أولى جلسات «تجارب الكتاب» بسوق عكاظ أمس، فتحدث السعدون عن نشأته الثقافية، مبيناً أنه بدأ الكتابة منذ أن كان ضابطاً في القوات المسلحة، وقال: كنت أكتب في المجلات التابعة للقوات المسلحة، ولم أكن أكتب خارجها، لأن الضابط لا يمثل نفسه فقط، وإنما يمثل المؤسسة التي ينتمي إليها». وأضاف: بعد أن تقاعدت في عام 1426 ه بدأت أكتب في المجلات الخارجية، إذ لم يبق لي بعد التقاعد غير القراءة والكتابة، ثم ألفت كتابي «عشت سعيداً من الدراجة إلى الطائرة» وهو الكتاب الذي لاقى صدى واسعاً، وجعل الكثيرين يتواصلون معي، ومن بينهم وزارة التعليم العالي التي أرسلتني إلى أستراليا لأتحدث إلى الطلاب المبتعثين، وأذكر أني قلت: إن المهم ليس المعلومات التي سيكتسبونها هناك فحسب، وإنما الثقافة والنظام ونمط الحياة الموجود، ناصحاً إياهم بالقراءة كونها القاسم المشترك بين الناجحين». وتطرق المناصرة إلى نشأته في قريته بني عيون الفلسطينية، التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967م، وما تلا ذلك من تهجير للعائلات الفلسطينية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث بسهولة عن التجربة الأدبية لأنها «تختار الكاتب ولا يختارها، وتكتبه ولا يكتبها». وكشف المناصرة عن أنه كتب جوانب من سيرته الذاتية والاجتماعية في ثلاثيته «خندق المصير» و«داريا» و«بوابة خربة بني دار»، لافتاً إلى أن الكاتب مهما حاول، فإنه لا يستطيع الفكاك من تجربته الذاتية في أعماله الأدبية. وأوضح أنه اتجه في وقت مبكر إلى كتابة المسرحيات، فكتب مسرحيته «الرخ يعانق برومثيوس» و«في طريقهم إلى الجنون»، مشيراً إلى أنه توقف عن كتابة المسرحية بعد أن فقد عملاً مسرحياً عام 1996م بدا له مهماً في عبثيته. وقال المناصرة: إنه انتقل بعد ذلك إلى كتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، التي اعتبرها إطلالة على الكتابة الشعرية، قبل أن تجرفه موجة «المقال» التي صرفت كثيراً من الكتاب عن الكتابة السردية، إلى كتابة المقال، مشيراً إلى أنه نشر منذ 2005 أكثر من 500 مقال مابين نقدي وذاتي وتحليلي. فيما استعرض القحطاني نشأته في مدينة الأحساء التي هاجر إليها والده من نجد، وتطرق إلى الأوضاع الاجتماعية في الأحساء في تلك الفترة وتأثيرها على تكوينه الأدبي، لافتاً إلى أنه شغف بالقراءة في وقت مبكر، وأنه كتب في محاولاته الأولى أكثر من 40 قصة، وأنه مزقها جميعاً. وكشف أن التغير الأبرز في مسيرته الأدبية كان عندما نفى نفسه اختيارياً إلى صنعاء، عام 1395 ه، إذ وجد هناك أجواء مشجعة، ووجد الكثير من المكتبات الأدبية، كما أنه اطلع هناك على أعمال الروائي السوداني الطيب صالح الذي كان أبرز الذين تأثر بهم، وبخاصة عمله «موسم الهجرة إلى الشمال» الذي حفزه على كتابة روايته الأولى «زائرة المساء». وأشار القحطاني إلى أنه تأثر بالسينما في شكل كبير في أعماله الروائية، والقصصية، وهو ما يرجع إلى تعرفه عليها في وقت مبكر، سواء في سينما أرامكو، أو في رحلاته بعد ذلك إلى أميركا. وشهدت الندوة مداخلات من الحضور، إذ تداخل الدكتور محمد آل زلفة، معلقاً على تجربة اللواء السعدون الكتابية، وقال إنه عرف عن الضباط التحفظ في الكتابة، وتدوين سيرهم الذاتية، مشيراً إلى أن هناك بعض النماذج التي خرجت عن هذا الحفظ مثل السعدون، واللواء يوسف السلوم، وسعد الكردي.