أعلنت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» المتخصصة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس أمس أن الجهات الإسرائيلية التي تخطط لبناء «هيكل سليمان» على أنقاض المسجد الأقصى، انتقلت من العمل الخفي إلى العلن. وقالت المؤسسة في تقرير نشرته أمس إنها رصدت أخيراً جملة من الخطوات التي تسعى إلى جعل مدينة القدس مدينة يهودية بالكامل، وأن محورها يقوم على بناء «الهيكل» المزعوم، مشيرة إلى أن جهات إسرائيلية عديدة تعمل بصورة حثيثة على تحقيق هذا الهدف. وأوردت المؤسسة في تقريرها أربع خطوات قالت إنها حديثة ومركزية في المساعي الإسرائيلية هذه، منها تقرير رسمي نشر في صحيفة «معاريف» العبرية عن مخطط لتحويل مدينة القدس إلى مدينة يهودية بصيغة دينية ومركزية على مستوى إسرائيلي وعالمي. وقالت إن هذه الخطة التي تحمل اسم «القدس المبنية» تقوم على «بناء الهيكل الأسطوري المزعوم، وتحويله إلى مزار إسرائيلي وعالمي، بمرجعية أسفار ومرويات توراتية/ تلمودية». وأضافت مؤسسة الأقصى: «المخطط المذكور يتحدث صراحة عن مخطط للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، وأيضاً مدينة القدس، ثم هدم المسجد الأقصى بكامله». واقتبست ما نقلته صحيفة «معاريف» عن مبادري المخطط ومعديه من أنه «لا بد من هدم قبة الصخرة، والجامع القبلي المسقوف» و «توسيع مسطح ومساحة المسجد الأصلية، وهدم عدد من أسوار المسجد الأقصى، خصوصاً من الجهة الشمالية والغربية، وكذلك هدم الأسوار التاريخية العثمانية للبلدة القديمة في القدس، ثم بناء معبد –هيكل- ضخم، في موقع قبة الصخرة. أما المرافق الأساسية، فستكون مكان الجامع القبلي المسقوف»، و «إقامة مرافق فرعية في محيط المسجد الأقصى تمتد إلى منطقة جبل الطور والمشارف والهضاب المطلة على المسجد الأقصى». وقالت المؤسسة إن من أبرز المبادرين والمشرفين والمؤسسين لهذا المخطط «يهدوا عتصيون»، وهو أحد أفراد العصابات الصهيونية السرية التي أوقفت، وهي تخطط لتفجير المسجد الأقصى وهدمه مطلع الثمانينات من القرن الماضي، إلى جانب مهندس آخر يعتقد ب «وجوب بناء المعبد العظيم» في القدس على «جبل الهيكل» (المسمى الإسرائيلي للمسجد الأقصى) وعدد من «الربانيم» و «الحاخامات» التي تمثل مرجعيات دينية، وعدد آخر من المخططين. وقالت المؤسسة إنه «يكفي أن يُذكر اسم عتصيون وعصابته لاستيضاح أن هدم المسجد الأقصى أصبح اليوم على المكشوف بعدما كان الحديث عنه والتخطيط له يجري بسرية تامة». وأضافت «مؤسسة الأقصى» في تقريرها: «إن المخططين يسعون إلى تحويل فكرة الهيكل إلى معبد ضخم يحج إليه الإسرائيليون بشكل أساسي ومن أنحاء العالم، في الأعياد اليهودية، بعدد يصل إلى 10 مليون حاج سنوياً حيث يشاهدون شعائر تقديم قرابين الهيكل وغيرها من الطقوس في الأعياد اليهودية»، و «أن المخطط يحتوي على طرح مخططات فرعية لتوفير سبل المواصلات والإقامة، منها سككك حديد من الهيكل وإليه، وإقامة الأبنية السكنية الضخمة، والمخيمات العملاقة التي تستوعب العدد المذكور». وأشارت المؤسسة إلى أن المخطط المذكور يتحدث صراحة عن طرد الفلسطينيين من عموم البلاد، خصوصاً من مدينة القدس، بما يشير إلى «مخطط تهجير وتطهير عرقي بأعداد ضخمة». ولفتت إلى أن معدي المخطط تحدثوا عن وجوب وإمكان توفير الموازنات الضخمة لتنفيذ هذا المخطط الذي وصفته ب «الرهيب»، والذي قالت إنه قد يمتد لسنوات. أما الخطوة الثانية التي رصدتها المؤسسة، فهي مبادرة قالت إنه يجري إعدادها هذه الأيام من جهات إسرائيلية لتنظيم «مسيرة الحجيج المقدس إلى القدس» بالتزامن مع «عيد العرش العبري» الذي يوافق ما بين 19-26 من الشهر الجاري، بمشاركة كل الطيف الإسرائيلي. وأضافت أن الجهات المخططة تسعى إلى جعل هذه المسيرة هذا العام مماثلة، حسب المنظمين، لمسيرات كانت تجري في «عهد الهيكل». ويعد المنظمون لإطلاق المسيرة في 23 الشهر الجاري من كل أنحاء إسرائيل نحو القدس تحت شعار: «نلتقي جميعاً في طريقنا إلى القدس». وأعلن المنظمون أنهم سيوفرون الخيام المتنقلة على طول الطرق الموصلة إلى القدس، وان المسيرة ستختتم بمهرجان غنائي في اليوم التالي. وأعلن المنظمون أن الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس ستساهمان في إنجاح هذه المسيرة. أما الخطوة الثالثة، بحسب تقرير مؤسسة الأقصى، فهي قيام شركة «مودولار» أخيرا بإنتاج لعبة تركيبية لبناء الهيكل المزعوم خاصة بالأطفال. وأضافت المؤسسة أن الخطوة الرابعة هي تنظيم المحاضرات والأيام الدراسية والتدريب والتطبيق العملي على شعائر «الهيكل» المزعوم في أماكن عدة في إسرائيل، وفي المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت المؤسسة إن هذه الأنشطة ترافقت مع الأعياد اليهودية. وأطلقت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث تحذيراً إلى العرب والمسلمين من أن خطط هدم المسجد الأقصى وصلت إلى مراحل متقدمة.