أعلن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أنه «تلقى رسالة من مسيحيي قرية بلودان السورية يخشون التعرض للاعتداءات والذبح، كما حصل في معلولا وأنهم محاصرون منذ أسبوع من قبل جبهة النصرة». وقال: «اتصلنا بالبطاركة، وأبلغناهم بمضمون هذه الرسالة وطلبنا منهم القيام بالنشاطات الممكنة وسيتصلون بالسلطات السورية ونحن سنقوم بواجبنا في شأن هذا الموضوع». ولفت عون بعد اجتماع التكتل، إلى أن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح بأن لا حاجة لحماية المسيحيين في الشرق والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قال إن لا مكان للمسيحيين في الشرق الأوسط»، متوجهاً إليهما بالقول: «لا نريد حماية المسيحيين بل نريد تطبيق حقوق الإنسان. هم يقاتلون في سورية من أجل حقوق الإنسان»، سائلاً: «حقوق الإنسان لا تشمل المسيحيين؟ هل هناك تمييز عنصري في حقوق الإنسان بين المسلمين والمسيحيين؟». وقال: «حقوق الإنسان تحترم حرية المعتقد والتعبير وحق الاختلاف. نحن نعرف حماية أنفسنا ضمن مجتمعنا ولكن نريد حماية أنفسنا من التيارات المتطرفة التي تقتل وتذبح ومعلولا أكبر برهان». وتوجه إلى الذين ينادون بحقوق الإنسان في أوروبا وأميركا، قائلاً: «نادوا باحترام حقوق الإنسان ضمن المجتمعات العربية كلّها». وتابع: «السنة في مصر لم يستطيعوا حماية أنفسهم من التطرف لكنهم أعادوا النظر في وضعهم السياسي والاجتماعي». وأضاف: «علينا أن نعي ما هي المشكلة ولا يبقى لدينا أناس متخلفون يمارسون الذمية قبل حصولها ويدافعون عن الذين يذبحونهم». وسأل عون: «يقولون إنهم لم يقتلوا الناس ولم يحرق الأديار في معلولا، إذاً من أين أتت الصور التي عُرضت؟ من الذي أدخل جبهة النصرة إلى معلولا؟». واعتبر أن «من غير المقبول أن نبقى ساكتين عن مسلسل تهجير المسيحيين، فهو انطلق من فلسطين، ووصل إلى العراق، ومصر حتى صار موضة وكذلك حرق الكنائس أصبح موضة. نريد أن نثبت وجودنا هنا»، لافتاً إلى أن «المتخاذلين هم الذين يبررون لمن يذبحهم، وأول مقاومة يجب أن تكون بالعقل والقلب، هناك لامبالاة ولم نر أحداً يتحرك»، سائلاً: «هل هناك من يخدّرهم أم يخلقون مخدرين؟». ولفت عون إلى أن «هناك النصرة وهناك معلولا فإما مع النصرة أو مع معلولا. هناك فرق بين جهنّم والسماء والذي يريد اختيار جهنّم فليبق فيها». وتابع: «إذا لم يكن هناك إيمان في قلب الشخص طبعاً سيهزم وسيرحل من المنطقة». وأشار إلى أنه «عندما يدعو البابا فرنسيس الأول للصلاة وبطريرك موسكو أيضاً، فهما يدعوان للصلاة لكل المؤمنين في العالم وليس المسيحيين فقط، والحمدلله انتصرت الصلاة. من يبني وطناً هو الذي يثبت على أرضه وليس من يوضّب حقائبه ليهرب». وأوضح عون أن «معلولا الدفاع عنها صعب وكان هناك حاجز للجيش السوري، ولم يكن هناك موجب لدخول أحد إليها فهي لا تقاتل ولا يختبئ بها مقاتلون». في سياق آخر، لفت عون إلى أن «مجلس الدفاع الأعلى يأخذ دور الحكومة ونحن نعترض على ذلك، وعلى الحكومة أن تجتمع تحت الضرورة الملحة»، موضحاً أن «تحريك الصلاحيات من جهاز إلى آخر أمر غير قانوني».