أكد رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أنه بالرغم من دخول الثوار وبعض الكتائب الإسلامية إلى مدينة معلولا ذات الغالبية المسيحية إلا أن المرصد لم يسجل أي اعتداء من أي نوع ذي طابع طائفي أو ضد منشأة دينية. وأشار رامي عبدالرحمن في حوار خاص ل «عكاظ» أن لا ضمانات دولية أو غير دولية لجهة حماية المدنيين خلال الضربة العسكرية المتوقعة وأن بنك الأهداف الذي ستعتمده الإدارة الأمريكية في الضربة يستند في جزء كبير منه على مجموعة من المعارضة السورية مقرها تركيا «بغاز عنتاب» وتمولها الخارجية الأمريكية، وفي ما يلي نص الحوار: مع التلويح باقتراب حصول الضربة العسكرية، وبصفتكم رئيسا للمرصد ما هي الضمانات لتجنيب المدنيين هذه الضربة واقتصارها على المواقع العسكري؟ ليس هناك أي ضمانات من أي نوع لتحييد المدنيين من عواقب هذه الضربة العسكرية الأمريكية والتي يبدو أنها واقعة حتماً، فهناك الآن موالون للنظام السوري قاموا بتوجيه مبطن بإنشاء دروع بشرية في محيط بعض المواقع السياسية والعسكرية والاستخبارية والتي من المتوقع أن تكون ضمن أهداف الضربة العسكرية التي ستنفذها الإدارة الأمريكية، وبالتالي من المتوقع سقوط عدد كبير من هؤلاء المدنيين عند حصول الضربة. أضف إلى ذلك أن الجيش الأمريكي قد وضع بنكا للأهداف سوف يقوم بتنفيذه خلال الضربة والجزء الكبير من بنك الأهداف هذا قد تم الحصول عليه من مجموعة من المعارضة السورية تتخذ من «غازعنتاب» في تركيا مقرا لها وتقوم بتمويلها الخارجية الأمريكية وقد حددت هذه المجموعة من ضمن بنك الأهداف بعض المدارس التي تدعي أن النظام حولها إلى مقرات عسكرية واستخباراتية ونخشى ألا يكون في هذه المدارس سوى المدنيين. كما أن وفقا للمعلومات التي حصلنا عليها فإن ضمن بنك الأهداف مواقع تابعة للدولة الإسلامية في العراق ولجبهة النصرة وهذه المواقع متداخلة بالأحياء المدنية والقرى التي تضم مدنيين وبالتالي فإن حماية المدنيين خلال الضربة الأمريكية أمر صعب للغاية. هناك توقعات بتدفق النازحين في حال حصول هذه الضربة ما هي الأرقام التي يتوقعها المرصد عند بدء الهجوم الأمريكي؟ إذا كانت الضربة وكما يقال عبر أكثر من مصدر إنها ستستمر 60 يوماً فمن هنا نحن نتوقع ووفقاً لدراسات علمية أن نشهد حالات نزوح لملايين من الناس باتجاه لبنان لقربه من العاصمة دمشق حيث سوف يتركز الهجوم الأمريكي عليها وعلى ريفها، أو حالة نزوح في الداخل السوري تجاه بعض المدن الأكثر أمانا. هناك من يقول إن الثوار اعتدوا على المقامات الدينية عند دخولهم إلى معلولا، فما هي معلومات المرصد حول ذلك؟ صباح أمس الأول فجر أردني سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية على مدخل معلولا فاقتحم الحاجز عناصر من جبهة النصرة وقتلوا الجنود الذين فيه ويقدرون بثمانية جنود، لاحقاً اقتحمت جبهة النصرة ومعها بعض الكتائب الإسلامية والجيش الحر المدينة واشتبكوا مع اللجان الشعبية لعدة ساعات ثم سيطروا على ساحات المدينة وشوارعها الرئيسية وبالأمس انسحبت تلك الكتائب إلى أطراف معلولا وتحديدا قاموا بالتمركز في فندق سفير معلولا وتحصل فيما بينهم وبين الجيش النظامي وقوات اللجان الشعبية اشتباكات متواصلة وما يجب أن أؤكده أنه بالرغم من انتشار جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في البلدة فلم نسمع أو نتلقى من قبل الأهالي أو من قبل المواطنين أي شكوى لجهة اعتداء المقاتلين الإسلاميين على المقامات الدينية في معلولا وهي أكثرها مقامات مسيحية أو قيامهم بأي اعتداء ذي طابع ديني. لا بل إن القوات النظامية هي من عمدت إلى قصف المسجد الوحيد في البلدة ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إعلام النظام وبعض إعلام تابع للمعارضة استغلوا ما يحصل في معلولا استغلالا طائفيا. الاستخبارات البريطانية توصلت من خلال بحوث أجرتها إلى أن غاز السيرين قد استعمل في الغوطة من قبل النظام، هل هو مقدمة لحصول تغير في الموقف البريطاني؟ لا أعتقد أن مجلس العموم سيعيد اتخاذ قرار آخر للتصويت مع الضربة هناك المئات ممن استشهدوا بالغازات السامة بريف دمشق إلا أن المطلوب بالنسبة للحكومة البريطانية هو التأكد وإظهار الحقائق وما جرى في تلك المنطقة. استعمال الغازات السامة من قبل النظام أمر مفرغ منه ونحن وإن كنا نخالف وزير الخارجية الأمريكية في بعض الأرقام التي أعلنها والتي زود بها من مجموعة غاز عنتاب المعارضة إلا أننا نؤكد أن الغازات السامة استعملها النظام وما تمكنا من إحصائه كمرصد هو سقوط 502 مدني بشكل مؤكد بسبب هذه الغازات حيث لم تكن عليهم أي آثار دماء. باعتقادكم سوريا إلى أين تتجه في هذه الأحداث ؟ نحن نتجه وللأسف إلى تدمير ما تبقى من سوريا وليس إلى إعمار سوريا، نحن نعتقد أن الولاياتالمتحدةوروسيا لا تريدان الخير لسوريا والدليل على ذلك أن مجزرة عى أساس طائفي حصلت في بانياس في شهر مايو الفائت وهذه المجزرة واضحة المعالم ليس فيها قتيل من الثوار بل فقط مدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وارتكبتها ميليشيا علوية إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها روسيا لم يتخذوا أي موقف واضح تجاه ذلك بل تحركوا تجاه نقطة لهم مصلحة بالتحرك باتجهاهها. إن وجود جبهة النصرة كما يقولون بالآلاف أو ربما بعشرة آلاف في سوريا، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحمل مسؤولية هذا التواجد لأن استخباراتها تعلم من أين اتوا وكيف دخلوا وكيف تسلحوا وتأتي بالنهاية تبرر تقاعسها بوجود جبهة النصرة ومن يشبهها.. سوريا تتجه إلى أيام صعبة ومريرة.