بعدما توارى الحديث عن فض اعتصامات أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر وميدان «النهضة» في الجيزة، زاد تحالف «دعم الشرعية» المناصر لمرسي من تحديه للسلطات بمزيد من المسيرات التي استهدفت شل مفاصل مرورية مهمة في القاهرة، كما عزز المعتصمون من تحصيناتهم. وفي «رابعة العدوية»، مدد المعتصمون من مساحة الاعتصام وزادوا من حصونهم، وأظهروا إصراراً على الاستمرار في الاعتصام، متجاهلين المناشدات المتكررة من وزارة الداخلية بالانصراف. وفي «النهضة» شرع المعتصمون في صنع متاريس حديد وضعوها قبل التحصينات الرملية التي طوقوا بها اعتصامهم، تحسباً لأي هجوم من قوات الشرطة يستهدف محيط الاعتصام. وكان أنصار مرسي نظموا أمس مسيرات إلى المحكمة الدستورية العليا في حي المعادي على كورنيش النيل، كما نظموا مسيرة من ميدان رمسيس في قلب القاهرة إلى «رابعة العدوية». وتظاهر مئات منهم على طريق صلاح سالم قرب دار الحرس الجمهوري، ما أصاب غالبية أحياء القاهرة بشلل مروري. ونظم «الإخوان» مسيرات متفرقة في الجيزة انطلقت كلها صوب ميدان «النهضة» ما سبب تكدساً مرورياً في أحياء الجيزة. وتتزامن تلك المسيرات مع موسم عيد الفطر الذي يشهد عادة إقبالاً على الأسواق. وظهر أن أنصار مرسي يعتزمون تكثيف مسيراتهم خلال عطلة العيد من أجل إظهار قدرتهم على الحشد، إذ عُلم أن تعليمات صدرت للمكاتب الإدارية بكثافة الحشد في صلاة العيد وبعدها تنظيم تظاهرات ومسيرات في مختلف المحافظات، مستغلة كثافة الحشود في صلاة العيد، من أجل إظهار أن غالبية تناصر مرسي. وكانت وزارة الداخلية نفت ما تردد عن اعتزامها فض اعتصامي أنصار مرسي قبل عيد الفطر. إلى ذلك، أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل أشخاص اتهموا بتجميع مئات الأطفال الأيتام من الشوارع والجمعيات الخيرية ودور الأيتام واصطحابهم إلى اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة». وبين المتهمين مدرس في مدرسة تابعة للأزهر وإمام مسجد و3 سائقين. وأطلقتهم النيابة العامة إلى حين ورود تحريات جهاز الأمن الوطني عن تلك الوقائع. وطلبت أيضاً تقريراً عن نشاط إحدى الجمعيات الخيرية في قرية نائية في محافظة الجيزة. ودان «المجلس القومي للطفولة والأمومة» استمرار «الإخوان» في «مسلسل استخدام الأطفال وحشدهم في اعتصام رابعة العدوية، مستغلين حاجة الأسر وعدم وعيها بوحشية الممارسات التي يستغل فيها الأطفال الأبرياء كدروع بشرية». في المقابل، انتقد «تحالف دعم الشرعية» بيان منظمة «العفو الدولية» الذي تحدث عن أدلة على ارتكاب جرائم تعذيب في اعتصامي أنصار مرسي. وأعرب عن استغرابه لاعتماد المنظمة على شهادات لأفراد معارضين للتحالف وتقارير صدرت من وزارة الداخلية. وقال التحالف في بيان إنه «يرفض ويدين أي انتهاك لحقوق الإنسان، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو اهتماماته، مؤكداً التزام مؤيديه بالسلمية وباحترام حقوق الإنسان في كل فعالياته، من اعتصامات ومسيرات وغيرها في ربوع مصر». وأضاف: «نربأ بمنظمة العفو الدولية، بما لها من تاريخ، أن تساند موقفاً سياسياً أو أن تصدر مثل هذه الأحكام بناء على شهادات مشكوك فيها ومن دون التواصل مع جميع الأطراف». من جهة أخرى، أعلنت السلطات أن جمارك مطار القاهرة الدولي أحبطت أمس محاولة تهريب كميات كبيرة من مستلزمات الأسلحة من خزائن ومناظير وأدوات وقاية من الرصاص وملابس عسكرية أفغانية ومصرية مموهة، وبطاقات بأسماء مختلفة كانت في طريقها إلى الأراضي المصرية بحوزة راكبين مصريين آتيين من تركيا. وفي سيناء، هاجم مسلحون مجهولون مبنى قسم ثاني العريش فجر أمس. وتبادلوا إطلاق النيران مع القوة المكلفة تأمين القسم قبل أن يفروا. وكان جنديان في الجيش أصيبا برصاص مسلحين هاجموا نادي ضباط القوات المسلحة في حي السلام في مدينة العريش. وردت قوات الجيش على المسلحين. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي رداً على اتهام جماعات سلفية جهادية الجيش بارتكاب مجازر في سيناء، إن «أعمال وأنشطة القوات المسلحة في سيناء تتم طبقاً لخطط مدروسة جيداً ووفقاً لاعتبارات محددة أهمها التزام أقصى درجات ضبط النفس الذي يراعى حياة المواطنين وهو ما يبرر طول أمد العمليات في سيناء». وأوضح أن «القوات المسلحة المصرية لا تسمح بأي حال من الأحوال لأي طائرات تابعة لأي دولة بانتهاك مجالها الجوي أو سيادتها، إذ إن أعمال تأمين المجال الجوي لدعم العملية سيناء يتم بقوات جوية مصرية خالصة تتمتع بالحرفية العالية ولديها من القدرات والإمكانيات ما يؤهلها للقيام بمهامها بقدر على من الدقة والكفاءة القتالية». وشدد على أن «الجيش لم ينتهج منهج العنف أو تجاوز حدود القانون مع الشعب»، مستغرباً «اتهام الجيش ممن لوثت أياديهم بدماء المصريين واستباحوا الآمنين خارج منازلهم وداخلها واستهدفوا أبناء الجيش والشرطة وروعوا المصريين».