جنيف - رويترز - قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، ان معارك الشوارع في شمال اليمن تعرض المدنيين للخطر، لافتة إلى ان النساء والأطفال والرضع يجبرون على الفرار إلى طرق مزروعة بالألغام. كما قالت المفوضية انها تنتظر الحصول على تصاريح أمنية لفتح ممر إنساني من السعودية إلى المنطقة الحدودية على الجانب اليمني، إذ يوجد أكثر من ألفي نازح في حاجة ماسة للخيام والمساعدات الأخرى. ونفى المتمردون الأحد الماضي اتهامات الحكومة اليمنية بأنهم خرقوا الهدنة، وقالوا ان السلطات تستخدم القضايا الإنسانية كذريعة لمواصلة الهجوم عليهم في الشمال. وقال المتحدث باسم المفوض السامي للاجئين في الأممالمتحدة اندريج ماهيسيك في بيان صحافي: «القتال الضاري بين قوات الحوثي والقوات الحكومية في مدينة صعدة في شمال اليمن وما حولها مستمر في تجاهل سلامة وامن السكان المدنيين على نحو تام». وأوضح ان القتال عزل المدينة، والسكان يفتقرون إلى الماء والكهرباء وأن إمدادات الغذاء بدأت تنفد. وأضاف: “ان معارك الشوارع مستمرة في الاندلاع في مناطق عدة من صعدة والجزء القديم من المدينة». وتابع: «معظم النازحين عالقون ومعرضون بشكل خطر للقتال، إذ انهم لا يستطيعون الوصول إلى مناطق أكثر أمناً”. وزاد: «الألغام والذخيرة التي لم تنفجر على الطرق تزيد المخاطر بالنسبة للذين يحاولون الفرار من المنطقة». وقال ان الناس الذين يفرون من منطقة الملاحيط التي تقع مباشرة إلى الجنوب الغربي من مدينة صعدة، قالوا انها أصبحت ساحة قتال. وأوضح ان الذين يصلون إلى معسكر مزراق في محافظة حجة منهكون. وقال ماهيسيك: «بعضهم سار في الصحراء لخمسة أيام قبل الوصول إلى المعسكر، وقضوا الليالي تحت الأشجار، إذ لم يكن هناك مأوى آخر”، مشيراً إلى أن أغلبية النازحين نساء يحملن أطفالاً جوعى ورضعاً يبكون. وأضاف ان الاشتباكات امتدت أيضاً إلى حرف سفيان في محافظة عمران إلى الجنوب من صعدة، ما أدى إلى موجة جديدة من النزوح. وتقول الأممالمتحدة ان القتال أسفر إجمالاً عن نزوح نحو 150 ألف شخص في اليمن بما في ذلك موجات متقطعة في السنوات الأخيرة. وأعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه من ان عدداً كبيراً من المدنيين محاصرون في منطقة الحرب في اليمن، وحثّ كلا الجانبين على منع وقوع ضحايا من المدنيين. وقال صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ان الوكالات الإنسانية لا تزال غير قادرة على الوصول إلى معظم النازحين وان عدداً اكبر منهم لا يزال محاصراً في منطقة الصراع. وأضاف الصندوق في بيان ان نحو 55 ألف طفل في سن المدرسة الابتدائية من بين النازحين هم من يتحملون ويلات الصراع. وقالت مديرة المكتب الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيرجريد كاج: «أطفال اليمن بحاجة لمساعدة عاجلة، لا يمكننا ان نخذلهم».