أوردت مجلة «در شبيغل» الألمانية أن وكالة الأمن القومي الأميركي قادرة على اختراق كل أجهزة الهواتف الذكية، مشيرة إلى أن أجهزة الاستخبارات الألمانية (بي أن دي) تعاونت مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) حول قاعدة بيانات لجهاديين مشتبه بهم ولمؤيدين لهم في ألمانيا. ونسبت إلى وثائق داخلية في الوكالة ونظيرتها البريطانية، تصف تشكيل فرق مخصصة للقضاء على تدابير وقائية على أجهزة من طراز «أي فون» و»بلاك بيري» وأخرى تعمل بنظام «أندرويد». واستدركت «در شبيغل» أن الوثائق لا تشير إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركي تنفذ مراقبة كثيفة لمستخدمي هواتف ذكية، ولكنها تستخدم هذه التقنيات للتنصت على أفراد معينين. وأضافت المجلة أنه تحت اسم «مشروع 6»، تعاونت «بي أن دي» و»سي آي أي» في رصد وجمع بيانات حول إسلاميين وإرهابيين مشتبه بهم في ألمانيا. ولفتت إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية استأجرت مواقع في بلدة نيوس عام 2005، قبل أن تنتقل إلى مدينة كولونيا. وزادت أن «بي أن دي» أكدت وجود قاعدة بيانات، مستدركة أن التعاون مع «سي آي إي» انتهى عام 2010. وذكرت أن قاعدة البيانات تضمّنت اسم وتاريخ ميلاد ورقم جواز سفر الصحافي الألماني ستيفان بوشين الذي عمل في إذاعة «أن دي آر» العامة، بعدما اتصل بإمام إسلامي في اليمن وزار أفغانستان مرات. وكان آلاف من الألمان تظاهروا في برلين السبت، احتجاجاً على تنصت وكالة الأمن القومي الأميركية وأجهزة استخبارات أخرى على اتصالات الإنترنت وتهاون السلطات الألمانية في رد فعلها. ونُظم الاحتجاج تحت شعار «الحرية لا الخوف»، وحمل متظاهرون لافتات كُتب عليها «كفّوا عن التجسس علينا». وقال متحدث خلال التظاهرة إن «أجهزة الاستخبارات، مثل وكالة الأمن القومي الأميركي، تتجسس بلا خجل على المكالمات الهاتفية واتصالات الإنترنت في أنحاء العالم، وحكومتنا التي من واجباتها حمايتنا من الضرر، ترسل توضيحات مهدئة». إلى ذلك، يدعو خبراء امن الإنترنت إلى حملة لإعادة صوغ امن الشبكة، بعد كشف قدرة وكالة الأمن القومي الأميركي على خرق التشفير الذي يحمي ملايين المواقع. وقال ماثيو غرين، أستاذ التشفير في جامعة جونز هوبكنز: «لدينا افتراض أن في إمكان (الأميركيين) استخدام إمكاناتهم لإضعاف المعايير، ولكن هذا يجعل الجميع في الولاياتالمتحدة غير آمن».