قالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» أمس أن تواصلاً يومياً يقوم بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا ل «تنسيق المواقف السياسية»، مشيرة إلى أن مجموعة «أصدقاء سورية» بدأت اتصالات مع شخصيات عسكرية وسياسية لتشكيل «فريق عمل انتقالي» يحظى بقبول «الائتلاف» ويتولى ضبط العمليات على الأرض لدى حصول ضربة عسكرية. وتابعت المصادر أن اتصالات تجري لترتيب زيارة ل «الائتلاف» برئاسة الجربا لنيويورك لإجراء محادثات مع مسؤولين مشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من الشهر الجاري، على أن يقوم بها بزيارة رسمية إلى واشنطن لتكون أول زيارة له منذ تسلمه رئاسة «الائتلاف»، ما يعني ترجيح تأجيل زيارة الجربا إلى واشنطن التي كان مقرراً أن تبدأ اليوم في ختام زيارته إلى لندن. وزادت المصادر أن محادثات الجربا مع وزير الخارجية وليم هيغ أسفرت عن تعهد لندن زيادة مساعداتها غير القاتلة للمعارضة بحيث وصل إجمالي قيمة المساعدات لأكثر من 500 مليون دولار أميركي. كما جرى إيفاد ثلاثة خبراء بريطانيين للعمل مع «الائتلاف» في مجالات الإعلام والتخطيط ودعم المؤسسات وتسلم خمسة آلاف جهاز واقي من السلاح الكيماوي. وأشارت المصادر إلى أن الجربا أجرى في الأيام الأخيرة سلسلة من الاتصالات مع وزراء خارجية عرب وغربيين لحضهم على اتخاذ موقف علني واضح من «الهجوم الكيماوي» الذي تعرضت له الغوطتان الغربية والشرقية لدمشق، الأمر الذي أسفر عن نتائج إيجابية كان بينها صدور بيان من مجلس وزراء الخارجية العرب قبل أيام، تضمن تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم والتأكيد على المحاسبة. وقالت مصادر أخرى إن «أصدقاء سورية» بدأوا العمل على اختيار شخصيات مؤثرة على الأرض ومقبولة في الشارع، بعيدة من «الائتلاف»، بحيث تقوم بضبط العمليات لدى حصول عمل عسكري. وأشارت إلى أن دولاً غربية بدأت اتصالات مع «الجيش الحر» لتحديد مجموعات ستحصل على السلاح مع اتصالات في شأن أنواع الأسلحة التي ستقدم للمعارضة. وقالت إن «الائتلاف» خرج من زيارتيه إلى برلينولندن أن إدارة الرئيس باراك أوباما «عازمة على العمل العسكري» وأن بريطانيا وألمانيا ستدعمان ذلك «سياسياً وديبلوماسياً» مع أن تصويت البرلمان البريطاني منع من المشاركة العسكرية، في حين يمنع الدستور الألماني المشاركة في عمليات عسكرية خارج نطاق الأممالمتحدة. إلى ذلك، أفاد موقع «سانا- الثورة» المعارض أن «الجيش الحر» يتأهب للقيام بعمليات كبرى في حال حصول عملية عسكرية أميركية. وقال أحد قادة «الجيش الحر» قاسم سعد الدين إن مقاتلي المعارضة مستعدون ل «إعلان ساعة الصفر لعملياتها الكبرى ضد مواقع النظام السوري الإستراتيجية فور وقوع الضربة العسكرية الغربية المرتقبة»، لافتاً إلى أن «الجيش الحر» أعد خرائط وخططاً عسكرية دقيقة لاستثمار الضربة المرتقبة. وأشارت مصادر معارضة إلى حصول اتصالات مع قادة المعارضة العسكرية في الأردن لتنسيق المواقف و «الأهداف» في المرحلة المقبلة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن العميد إبراهيم الجباوي إن «الجيش الحر على أتم الاستعداد للانقضاض على المواقع التابعة لقوات النظام باستغلال حالة الفوضى والارتباك لدى قوات النظام المنهارة». وأكدت مصادر المعارضة وصول «كميات كبيرة» من السلاح بعد «الهجوم الكيماوي» في 21 الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الشحنات تضمنت «سلاحاً نوعياً» جرى تسليمها إلى مقاتلي المعارضة في شمال سورية.