دعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا الى «موقف دولي حازم» بعدما تجاوز نظام الرئيس بشار الاسد «الخطوط الحمر» في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق، في وفت اكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ على «الحل السياسي» للازمة السورية. وأفاد «الائتلاف» في بيان بأن الجربا اكد خلال لقائه هيغ في لندن مساء اول من أمس ان «الأوضاع في سورية والمنطقة تتجه نحو تصعيد خطير يحتاج إلى موقف دولي حازم خصوصاً بعدما جدد النظام الأسدي خرق الخطوط الحمر بشكل فاضح خلال هجومه الكيماوي على الغوطة الدمشقية، إضافة إلى استمراره في ارتكاب المجازر المروعة ضد المدنيين في مختلف أنحاء البلاد». من جهته، شدد هيغ على دعم بلاده لسورية «مجدداً التزامها الحل السياسي لوقف سفك الدماء» وفق البيان الذي اضاف ان الوزير البريطاني «جدد التأكيد على وقوف المملكة المتحدة خلف الائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري»، وأنه «اعتبر أفضل أمل لحل الازمة وأفضل خيار لمستقبل مستقر وديموقراطي لسورية هو الحل السياسي». وأشار إلى أن بلاده ستتابع دعمها للجهود الدولية في سبيل توفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وستستمر في تعاونها مع المعارضة المعتدلة بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتوفير دعم سياسي وعملي. وأعلن هيغ ان بلاده ملتزمة العمل للتوصل الى حل سياسي في سورية وان تسليح «الجيش الحر» غير وارد حالياً «لكن يجب الا يكون لدى الجربا والشعب السوري أي شك في أن بريطانيا تقف كلياً وراء الائتلاف». وتسلم وفد المعارضة خمسة آلاف قناع واقٍ من السلاح الكيماوي، اضافة الى وعد بتقديم 44 مليون جنيه استرليني. وشملت محادثات الجربا وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت ووزير التنمية اندرو ميتشل ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم. وأكدت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» ان وفد المعارضة تبلغ ان المجلس ليس بصدد اجراء تصويت جديد على دعم عملية عسكرية في سورية «ما لم تحصل تطورات دراماتيكية». الى ذلك، قالت المصادر ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري على «تواصل يومي» مع الجربا وان اتصالات تجري لترتيب زيارة للمعارضة الى واشنطن للقاء كيري واعضاء في الكونغرس الاميركي. وطرحت فكرة ان يرافق الجربا رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس ورئيس الطبابة الشرعية للوحدة الكيماوية في الجيش السوري في حلب عبدالتواب شحرور. الى ذلك، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري جهاد اللحام وجه «رسالة مفتوحة» الى البرلمانيين الاميركيين قال فيها: «نطلب منكم عدم الاقدام على عمل متهور، لا سيما انه من صلاحيتكم ان تحولوا الولاياتالمتحدة عن سلوك طريق الحرب الى سلوك طريق الديبلوماسية» والحوار بين البلدين. وأضاف: «نناشدكم ان تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر لا ان يكون حوارنا بالدم والنار، ونأمل بأن نقابلكم في ذلك الطريق وبأن نتحاور كبشر متحضرين كما ينبغي لنا ان نكون». وأكد اللحام ان دمشق «تتبنى حلاً ديبلوماسياً لأن الحرب ما كانت يوماً طريق انتصار»، بعدما سأل في رسالته «نسألكم اذا ما قصفتمونا ألن ننزف؟ ألن يتضرر الكثير من الابرياء؟». ودعاهم الى «تقييم الوضع قبل اتخاذ القرار» و «ايجاد خريطة طريق لجهد مشترك فعال ضد الارهاب»، واصفاً «العمل العدواني وغير المبرر» المتمثل بالضربة المحتملة «بغير القانوني»، لأن سورية «بلد ذو سيادة ولا يشكل اي تهديد للولايات المتحدة»، ولأن العمل العسكري «غير موافق عليه من مجلس الامن الدولي». وكان اللحام وجه رسالة مشابهة الى كل من مجلس العموم البريطاني والجمعية الوطنية الفرنسية.