اعلن «مجلس شورى ثوار بنغازي» أمس، سيطرته على ميناء المدينة والقاعدة البحرية المجاورة، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي لم تصدر عنها بيانات في هذا الشأن، فيما اكتفت السلطات المناهضة للإسلاميين بإعلان إغلاق الميناء التجاري «على خلفية الاشتباكات». في المقابل، أبلغت مصادر في بنغازي «الحياة»، أن قوات حفتر نجحت أمس في اقتحام حي الصابري في المدينة، بعد قصف عنيف بالمدفعية الأرضية والطيران، وتقدمت نحو شارع الاستقلال وسوق الحوت حيث خاضت معارك عنيفة مع الثوار الإسلاميين. وسجلت اشتباكات عنيفة أيضاً في شارع جمال عبد الناصر. كما قصف طيران حفتر مواقع لتنظيم «أنصار الشريعة» و «مجلس شورى الثوار» في حي الليثي وسط أنباء عن تجدد الاشتباكات بين الطرفين في ميدان الشجرة في المدينة. وأعلن «مجلس شورى ثوار بنغازي» أن قوات البحرية الموالية لحفتر «تراجعت عن منطقة الميناء ومعسكرها المجاور وتمركزت قرب جسر جليانا» القريب. كما دارت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ليل الثلثاء في منطقتي شارع فينيسيا والفويهات بين قوات «مجلس شورى الثوار» وقوات «الكتيبة 204 دبابات» الموالية لحفتر. وفي وقت لم تعرف أعداد القتلى والجرحى خلال الساعات الماضية في بنغازي، أفادت مصادر في مركز بنغازي الطبي، بإن عدد القتلى جراء المواجهات الدائرة منذ 15 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وحتى الثاني من الشهر الجاري، بلغ 238 قتيلاً، من بينهم 9 وصلت جثثهم أول من امس، ولم تعرف هوياتهم. وشهدت منطقتا الصابري ووسط المدينة المكتظتان بالسكان، نزوح الكثير من العائلات خوفاً من الاشتباكات. وعانت غالبية أحياء بنغازي أزمة وقود بسبب إغلاق الطرق، إضافة إلى إغلاق عدد كبير من المخابز والمحلات وحدوث نقص في غاز الطهو بسبب صعوبة التحرك. واقتحمت قوات تابعة لحفتر منزل القيادي في جماعة «الإخوان» الليبية عبد الله شامية، الذي تولى حقيبة الاقتصاد إبان الثورة في حكومة محمود جبريل، وذلك بغية القبض على اثنين من أبنائه. كما دهمت قوة عسكرية أخرى تابعة لحفتر مبنى «راديو أجواء» التابع ل «مؤسسة العين للإعلام والدراسات» واستولت على كل محتوياته ونقلتها إلى مكان مجهول. ووزع موالون للإسلاميين على الإنترنت صور جثث طبيب وأربعة ممرضين قالوا إن قوات حفتر أعدمتهم بتهمة معالجة «الثوار». في غرب البلاد، أكد رئيس المجلس العسكري في غريان مفتاح شنكادة، أن قوات «فجر ليبيا» أحرزت تقدماً كبيراً على كافة المحاور، وأن «أمتاراً قليلة تفصلهم على السيطرة الكاملة على منطقة سد وادي زارت وفك الحصار على مدينة ككلة». ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) عن شنكادة قوله إن قوات «ما يسمى بجيش القبائل اضطرت بعد محاصرتها إلى التقهقر والانسحاب باتجاه منطقة بئر الغنم حيث تصدت لها سرايا ثوار الزاوية التابعة لقوات فجر ليبيا عند نقطة تعرف بحرف وألحقت بها خسائر فادحة». وأضاف أن المعركة اقتربت من الحسم وأن «جيش القبائل» الذي يقصف ككلة من منطقة القواليش تراجع إلى منطقة المليعب جنوب غربي المدينة التي تتعرض لحصار وقصف عشوائي لأكثر من أسبوعين . وأعلنت قوات «فجر ليبيا» أن مقاتلي المجلس العسكري الزنتان استهدفوا سيارة إسعاف كانت تنقل خمسة مصابين الى المستشفى الميداني ككلة، فقتلوا كل من في داخلها بمن فيهم السائق. بريطانيا في لندن (أ ف ب)، أعلنت وزارة الدفاع أمس، أنها قطعت دورة لتأهيل جنود ليبيين بسبب تورط بعضهم في اعتداءات جنسية. ويتمركز حوالى 300 من أفراد الجيش الليبي منذ تموز (يوليو) في باسينغبورن جنوب شرقي إنكلترا. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن «التدريب كان يفترض أن يستمر حتى نهاية تشرين الثاني (الجاري) لكننا اتفقنا مع الحكومة الليبية على ضرورة تقديم موعد انتهاء الدورة». وأضافت أن «المجندين سيعودون إلى ليبيا في الأيام المقبلة». واستمع قضاة في جلسة تمهيدية إلى ثلاثة جنود، كما أفادت صحيفة «كامبريدج نيوز». ولفتت إلى أن اثنين منهم اعترفا باتهامين موجهين إليهما باعتداءين جنسيين، أما الثالث فمتهم بثلاثة اعتداءات، ولم يفصح بعد ما إذا كان سيقر بهذه التهم. واتُّهم جنديان آخران باغتصاب رجل ومَثُلا أمس امام القضاء. وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن «غالبية المجندين تجاوبوا مع التدريب على رغم أجواء الغموض السياسي التي تسود ليبيا، لكن كانت هناك مشاكل مرتبطة بالانضباط».