أعلن مصدر قريب من قادة أمنيين سابقين توقف الجهود لإجراء إصلاحات في المنظومة الأمنية التي يتولاها مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، وأشار إلى أن الخلافات السياسية تقف عائقاً أمام ذلك. وكان ضابط رفيع المستوى في الجيش أعلن منتصف الشهر الفائت أن الأيام المقبلة ستشهد تغييرات نوعية في مناصب قيادية مهمة في وزارتي الداخلية والدفاع تتمثل بإعادة عدد من كبار الضباط الذين تم تسريحهم خلال السنوات الماضية، إضافة إلى بناء قوتين يجري الآن تأهيل عناصرهما وتدريبهما على مكافحة العصيان والتمرد والحرب الأهلية في خطة إصلاح شاملة للمؤسسات. وقال المصدر في تصريح إلى «الحياة» إن «المفاوضات التي بدأت مطلع الشهر الماضي مع 5 من كبار ضباط الأمن المسرحين اصطدم بعقبة الصلاحيات التي طالبوا بها والتي اعتبرها الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي تقوض هيمنته على مؤسسته». وتشهد مدن العراق منذ ثلاثة اشهر ارتفاعاً في وتيرة العنف سجلت أعلى مستوى منذ خمس سنوات، قضى فيها حوالى 3000 عراقي وأصيب آلاف آخرون. ونفذت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أكبر عملية تهريب للسجناء باقتحامها سجني التاجي وأبو غريب ومازالت السلطات تبحث عن اكثر من 500 فار منهم. وأكد أن «اللواء احمد أبو رغيف، المقرب من المجلس الأعلى، بزعامة عمار الحكيم، وكان مدير الشؤون الداخلية. واللواء الركن عبد الكريم خلف (قيادي في الحزب الدستوري العراقي بقيادة وزير الداخلية السابق جواد بولاني) الذي عمل مديراً لعمليات الداخلية، والعميد الركن خالد أبو الوليد( آمر لواء الذئب في الشرطة الاتحادية السابق والقريب من رجل الدين مقتدى الصدر) طالبوا بصلاحيات كاملة كالتي كانت لديهم سابقاً شرط أن لا تتكرر إجراءات المالكي التي اتخذها لعزلهم من مناصبهم». وتقضي خطة إصلاح المؤسسة الأمنية إعادة 5 ضباط كبار إلى الخدمة هم: الفريق الركن عدنان ثابت، وهو أول قائد للشرطة الاتحادية، والفريق الركن رشيد فليح، قائد العمليات في سامراء سابقاً، وأبو رغيف وخلف وأبو الوليد. وأضاف المصدر أن «مخاوف جديدة ساهمت في وقف المفاوضات مع مكتب القائد العام تتمثل بعدم حسم الحكيم مسألة دخوله في تحالف مع المالكي لضمان ولاء أبو رغيف وخلف، كون الأخير من اتباع البولاني، اضافة إلى استمرار التوتر بين الصدر والمالكي». وتواجه الحكومة انتقادات حادة في إدارتها الملف الأمني في ظل غياب وزراء أصيلين على رأس وزارتي الداخلية والدفاع ورؤساء بالوكالة لإدارة جهاز الاستخبارات الوطني ومستشارية الأمن، على رغم التطورات السياسية والأمنية في المنطقة. إلى ذلك، اكد مسؤول أن «خطط إدامة الزخم الأمني بقوات إضافية تسير بشكل سلس والتدريبات الخاصة التي تتلقاها فرقتان عسكريتان في جنوب العراق مستمرة لإعدادها بشكل يتناسب مع مطاردة الإرهابيين والمجموعات المسلحة في المناطق النائية وتدمير أوكارهم ومعسكراتهم ومأواهم». وتشير المعلومات إلى أن ثابت سيكون على رأس هذه الفرق التي تعد من أهم مرتكزات الخطة الجديدة، وتتلخص باعتماد الهجوم بدلاً من الدفاع من خلال مطاردة الإرهابيين خارج المدن وتدمير معسكرات في الصحارى والجبال، إضافة إلى القضاء على خلاياهم النائمة والفعالة داخل المدن. وعن القوة التي تم الحديث عنها سابقاً لحماية المنطقة الخضراء، بدلاً عن لواء بغداد، قال المصدر إن «عمليات تدريب وإعداد هذه القوة جارية ويشرف عليها اللواء الركن فاضل برواري مدير عمليات الجهاز». واستدرك «لكن إلى الآن لم يتم تعيين قائد لها».