أعلن ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي أن هناك استراتيجية جديدة لإدارة ملف الأمن في البلاد، بعد تمدد نفوذ تنظيم «القاعدة» وفصائل متحالفة معه. وأوضح أن الخطة الجديدة «تعتمد الهجوم ومطاردة عناصر التنظيم وإحداث تغييرات في القيادة العسكرية العليا والاستعانة بعدد من القادة الذين تم عزلهم خال السنوات الماضية». وقال المصدر في تصريح إلى «الحياة» إن «اللجنة الأمنية العليا التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي أقرت استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب تعتمد على مطاردة تنظيم القاعدة ومهاجمته بدلاً من تحصين المدن من هجماته». وتشهد مدن العراق منذ شهرين ارتفاعاً في وتيرة العنف سجلت أعلى مستوى منذ خمس سنوات، قضى فيها حوالى 2000 عراقي وأصيب آلاف آخرون. ونفذت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أكبر عملية تهريب للسجناء باقتحامها سجني التاجي وأبو غريب ومازالت السلطات تبحث عن 559 فاراً منهم. وعن أهم مرتكزات الخطة الجديدة، قال المصدر إنها «تتلخص باعتماد الهجوم بدلاً من الدفاع من خلال مطاردة الإرهابيين خارج المدن وتدمير معسكرات تدريبهم وأوكارهم في الصحارى والجبال، إضافة إلى القضاء على خلاياهم النائمة والفعالة داخل المدن». وأكد أن «الأيام المقبلة ستشهد تغييرات نوعية في مناصب قيادية مهمة في وزارتي الداخلية والدفاع تتمثل بإعادة عدد من كبار الضباط الذين تم تسريحهم خلال السنوات الماضية، إضافة إلى بناء قوتين عسكريتين يجري الآن تأهيل عناصرهما وتدريبهما على مكافحة العصيان والتمرد والحرب الأهلية». وزاد أن الخطة تقضي بإعادة 5 ضباط كبار تراوح رتبهم بين فريق أول ولواء إلى الخدمة. وأضاف: «من المحتمل الاستعانة بالفريق الركن عدنان ثابت، وهو أول قائد للشرطة الاتحادية التي شكلت باسم قوات حفظ النظام، لقيادة القوات الخاصة الجديدة، واللواء الركن عبدالكريم خلف، مدير العمليات السابق في وزارة الداخلية الذي أعفي من منصبه خريف 2009». إلى ذلك، أفاد مصدر في الشرطة امس أن العقيد أحمد عبد الرحمن، معاون مدير الطرق الخارجية اغتيل بتفجير قنبلة لاصقة بسيارته عند مدخل دائرته شرق العاصمة. وفي كربلاء (110كم جنوب بغداد) قالت الشرطة إنها اعتقلت فجر امس، المتهم بتفجير سيارة مفخخة في حي سيف سعد في عطلة عيد الفطر، بعد ورود معلومات عن وجوده في أحد أحياء بغداد، واستطاعت قوة مشتركة من المحافظة ووزارة الداخلية القبض عليه قبل تفجير نفسه بحزام ناسف. وأكد محافظ البصرة (490 كم جنوب بغداد) ماجد النصراوي إحباط محاولة تنظيم «القاعدة» شن هجمات كبيرة في المحافظة خلال أيام عيد الفطر. وقال النصراوي خلال مؤتمر صحافي، إن «القوات الأمنية تمكنت من إحباط غزوة كان يعتزم تنظيم القاعدة الإرهابي تنفيذها في البصرة خلال أيام عيد الفطر وهذا الإنجاز هو ثمرة إجراءات جديدة وخطط أمنية بديلة شاركت في وضعتها الحكومة المحلية، وشملت التغييرات فرض طوق أمني خارجي حول البصرة، وتشديد إجراءات التفتيش في مداخلها». وأضاف أن «الحكومة المحلية قررت دعم الأجهزة الأمنية بأجهزة فعالة وحديثة لكشف المتفجرات، وقد شكلنا لجنة من المتخصصين لشراء تلك الأجهزة من شركات أجنبية رصينة بتمويل من موازنة المحافظة»، مضيفاً أن «الحكومة المحلية تتابع بدقة الخروقات الأمنية التي تحدث في المحافظة، كما أنها تولي الاغتيالات أهمية كبيرة، ولهذا شكلنا لجنة لمكافحة تلك الجرائم».