تتقدم الابتكارات الأميركية بخطى ثابتة في مجالات التكنولوجيات المتعلقة بكفاءة استهلاك الطاقة وخفض انبعاثات الكربون، كما تستهدف سياسات حكومة الرئيس باراك اوباما زيادة هذه السرعة كجزء من الإستراتيجية التي أعلنت عنها أخيراً في سبيل قيام اقتصاد منخفض الكربون. وأشار وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز إلى أن «استراتيجيات الحكومة لتشجيع تطوير التكنولوجيات البديلة ساهمت في تعزيز معدل التقدم والتطور في التكنولوجيات التي كانت تبدو محفوفة بالأخطار منذ بضع سنوات». وقال في كلمة في نيويورك في 27 آب (أغسطس) الماضي «منذ الأزمة المالية عام 2008 والخطة التي نتجت منها للإنعاش الاقتصادي والتي مولتها الحكومة الفيديرالية، ساعدت الحوافز المدعومة من الحكومة في خفض كلفة التكنولوجيات الجديدة للطاقة المنخفضة الكربون، وفي تسريع الابتكارات في الأجهزة والممارسات الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة». وركز على ضرورة «التقدم السريع في أربعة مجالات، وهي نشر القدرة على توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتطوير تكنولوجيا الكهرباء الضوئية المستخدمة مع الطاقة الشمسية، وخفض كلفة المصابيح الكهربائية الفائقة الكفاءة التي تدوم طويلاً وزيادة مبيعاتها، وتطوير السيارات الكهربائية والبطاريات الكهربائية وزيادة مبيعاتها». وقدم في كل هذه المجالات بيانات تظهر خفوضات كبيرة في التكاليف وزيادات في وتيرة انتشارها الواسع. وأصبح الابتكار يندفع إلى السوق بسرعة أكبر مما كان يتوقعه كثير من الخبراء في هذه المجالات الأربعة. وأضاف الوزير «في معظم الأحيان تبقى الفكرة المسيطرة هي أن هذه التكنولوجيات لا تزال إلى حد ما تبعد عنا عقوداً طويلة، في حين أن التقدم الذي أحرز أخيراً يُظهر أن المستقبل قد يصل في وقت أقرب مما توقعه بعضهم». وكُشف في حزيران (يونيو) الماضي عن عنصر آخر مهم في سياسة الحكومة حول تغير المناخ يتمحور حول تخفيف الضرر الذي قد يسببه ارتفاع مستويات مياه البحر، والتقليل من تأثير الظواهر المناخية الشديدة القسوة التي تنتظرنا، استناداً إلى نماذج إثر تغير المناخ. وناقش مونيز هذا الجزء من خطة الحكومة أمام الجمهور في مدينة نيويورك، حيث لا تزال ذكرى إعصار ضخم ضرب في تشرين الأول (أكتوبر) 2012، ماثلة في الأذهان، وما زالت عملية إصلاح الأضرار مستمرة. وتابع: «عندما يتخذ المسؤولون والناس في شمال شرقي الولاياتالمتحدة قرارات في شأن إصلاح الأضرار التي سببها الإعصار عام 2012، عليهم أن يأخذوا في الاعتبار العواصف المقبلة الأشد شراسة»، مؤكداً أن «ذلك يتعلق بالمباني الذكية، في وقت نعيد معالجة حال البنية التحتية لدينا، ويجب أن نأخذ مثل هذه الأحداث بمثابة فرصة لتطوير بنية تحتية جديدة للقرن ال21». وأظهرت نماذج تغير المناخ حصول مزيد من العواصف الشديدة في بعض المناطق، وموجات جفاف شديدة وطويلة في مناطق أخرى. ولفت مونيز الى أن «ذلك يشكل أيضاً نتيجة باتت تتكشف في الوقت الحقيقي، بينما تدمر حرائق الغابات غرب الولاياتالمتحدة وتهدد أنظمة توزيع المياه للمدن الرئيسة في المنطقة». وكان الرئيس اوباما كشف عن خطة في حزيران الماضي تضع الولاياتالمتحدة في الطريق نحو تحقيق اقتصاد خالٍ من الكربون، وتحدد الخطوط العريضة لسلسلة من الإجراءات التي ستتخذ من الجهات الحكومية المعنية في السنوات المقبلة. والتغير الأبرز في القواعد التنظيمية سيتطلب الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الصادرة من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم الحجري. وتدعو الخطة إلى خفض الانبعاثات 17 في المئة عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2020، وإلى خفوضات أكثر حدة في السنوات المتعاقبة. وأكد مونيز أن خلافاً لبعض التقديرات والمنتقدين لهذه الخطة، لا يجب اعتبار هذا الاقتراح بمثابة هجوم على استخدام الفحم الحجري، بل النظر إليه كداعم لتحقيق ابتكارات أكبر في أساليب الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.