قال عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني إن «التحديات والصعاب المشتركة التي نواجهها مسلمين ومسيحيين، تستدعي منا جميعاً تضافر الجهود، والتعاون الكامل لتجاوزها، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرق»، فيما سلمت عمان السلطات الإسرائيلية مذكرة احتجاج تتعلق برفض المملكة بناء إسرائيل منصة في الجزء الملاصق لجدار المسجد الأقصى في القدس القديمة. وأكد العاهل الأردني، في كلمة خلال استقباله المشاركين بمؤتمر «التحديات التي تواجه المسيحيين العرب» الذي عقد أمس في عمان، أن منطقتنا «تواجه حالاً من العنف والصراع الطائفي والمذهبي والعقائدي، التي طالما حذرنا من تبعاتها السلبية، التي تفرز مظاهر من السلوكات الغريبة على تقاليدنا وإرثنا الإنساني والحضاري، القائم على مبادئ الاعتدال والتسامح، والتعايش وقبول الآخر». وشدد الملك على دعمه كل جهد يستهدف «الحفاظ على الهوية المسيحية العربية التاريخية، وصون حق حرية العبادة، انطلاقاً من قاعدة إيمانية إسلامية ومسيحية، تقوم على حب الله وحب الجار، والتي أكدتها مبادرة كلمة سواء». ودعا عبدالله الثاني المشاركين في المؤتمر إلى «تعزيز مسيرة الحوار بين الأديان، والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهب»، مشيراً إلى المبادرات الكثيرة التي أطلقها الأردن «مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي، والتي تصب في هذا الاتجاه». وقال «نحن نعتز بأن الأردن يشكل نموذجاً متميزاً في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين»، مضيفاًَ أن «المسيحيين العرب «هم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقية، وهم مدعوون إلى الدفاع عنه في هذه المرحلة، التي يتعرض فيها إلى الكثير من الظلم، بسبب جهل البعض بجوهر الإسلام، الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال، والبعد عن التطرف والانعزال». على صعيد آخر، أفاد مصدر في وزارة الخارجية الأردنية طلب عدم الكشف عن اسمه بأن «الوزارة سلمت القائم بالأعمال الإسرائيلي في عمان حاييم اسرف الثلثاء مذكرة احتجاج شديدة اللهجة تعبر عن إدانة الحكومة الأردنية الشديدة لبناء السلطات الإسرائيلية أخيراً منصة في ساحة البراق في القدس» القديمة. وأوضح أن «المذكرة طلبت من الحكومة الإسرائيلية التوقف فوراً عن أعمال بناء المنصة المذكورة وإزالتها بما لا يؤثر في سلامة هذا الموقع التاريخي والثقافي، والامتناع عن اتخاذ أية إجراءات فردية جديدة في هذا الشأن. وأضاف المصدر أن المذكرة «اعتبرت ذلك (البناء) تصعيداً جديداً من قبل السلطات الإسرائيلية لخلق واقع جديد على الأرض في المقدسات والأوقاف الإسلامية في القدس ومخالفة للقانون الدولي العام والإنساني ذات العلاقة والتي توجب على إسرائيل احترام الأماكن والممتلكات الدينية والثقافية والتاريخية في الأراضي المحتلة وعدم العبث بها أو إلحاق الضرر بها». ودانت الحكومة الأردنية الإثنين بناء إسرائيل منصة في الجزء الملاصق لجدار المسجد الأقصى، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذه الممارسات التي «تستفز مشاعر المسلمين ومحبي السلام في جميع أنحاء العالم». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة محمد المومني إن «هذا الإجراء اعتداء صارخ على الآثار التاريخية الإسلامية وعلى أرض وقف أسلامي والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك». وطالب المومني «سلطات الاحتلال بإزالة هذه المنصة والأضرار الناجمة عن بنائها بأسرع وقت ممكن» مستنكراً «المخطط الاستيطاني الرامي إلى دعم خطة توسعة ساحة البراق ومواصلة إسرائيل أجراءاتها لهدم ما تبقى من طريق باب المغاربة». وأعرب المومني عن «أسفه لتجاهل إسرائيل المواثيق الدولية وقرارات منظمة الأممالمتحدة واليونسكو والتي تنص على عدم المساس بالمعالم التاريخية في المدينة المقدسة». وطالب المجتمع الدولي «الضغط على إسرائيل لوقف هذه الممارسات الاستيطانية التي تستفز مشاعر المسلمين ومحبي السلام في أنحاء العالم». ويقع المسجد الأقصى في البلدة القديمة الموجودة في الشطر الشرقي المحتل من القدس. وإسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 تعترف بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس.