يحتفي موقع «كيكا» الإلكتروني الثقافي الذي أسسه الكاتب صموئيل شمعون ويديره في لندن، بالذكرى الثامنة لانطلاقته. وقد فتح الموقع بابه أمام الكتّاب والشعراء العرب الذين ينشرون فيه أو يقبلون على قراءة مادته، ليبدوا رأيهم فيه بحرية. والموقع هذا هو فعلاً من أهم المواقع الإلكترونية الثقافية العربية، مفتوح أمام أي كاتب لا يجد منبراً للنشر وأمام أي مقال مورست عليه الرقابة. ولئن كانت الجرأة إحدى صفاته الرئيسة فهي لم تعن التجريح أو الإسفاف. فالموقع الذي بات يمثل فسحة من الحرية يلجأ إليها كتّاب كثيرون لم يقع يوماً في «شرك» الوشاية أو النميمة ولم يخض معارك هوائية ولم يتعرّض لأي قضية شخصية. فالحرية لديه مقرونة بالاحترام والتسامح والاعتراف بالرأي الآخر أياً كان. ولذلك لم يحاول هذا الموقع إلغاء اسم أو ظاهرة أو قضية، منتصراً لجهة دون أخرى، بل هو شاء أن يساوي بين الجميع، شرط أن يكون هؤلاء مستحقين وجديرين بما يعلنون من مواقف أو آراء. علاوة على فتح «كيكا» صفحاته أمام الادباء العرب الشباب الذين أكبوا على الكتابة فيه. وكم من موهبة شابة انطلقت من هذا الموقع. ونشر الموقع رسائل كثيرة من كتّاب عرب، من المشرق والمغرب، ومن المغترب العربي الواسع، يحيون فيها هذه التجربة. ومن هؤلاء الكتّاب: فاضل العزاوي، حسن نجمي، مريم الساعدي، محمد خشان، مهدي التمامي، حسن النواب، سلام صادق، كامل صالح، صدوق نور الدين، جلال زنكبادي، فهد العتيق، علي المقري، صباح زوين، سلام سرحان، سيد محمود، سعد الحميدين، وجاء في رسالة فاضل العزاوي: «كثيرة هي مواقع الإنترنت الأدبية العربية الآن، لكن ما من موقع امتلك قلوب أو عقول قرائه بالقدر الذي فعله موقع «كيكا» خلال أعوامه الثمانية المجيدة المنصرمة. موقع «كيكا» لم يكن أبداً مجرد ناشر للنصوص التي تصله كما يفعل الكثيرون وإنما بوصلة هادية الى كل ما هو جديد وحداثي وجريء ومضيء من الثقافتين العربية والعالمية على السواء، وشاشة تحتفي بكل المواهب الشابة المبدعة وتعمل على إبرازها. وهذا هو ما جعل من «كيكا» معشوقة محبيها الكثيرين. أعرف كتّاباً موهوبين ناشئين يتوقون للنشر في «كيكا»، لأنهم يعتبرون ذلك اعترافاً بمواهبهم وشهادة دخول لهم الى عالم الأدب. لكن الأهم في موقع «كيكا» هو ابتعاده الرصين عن معارك السفاهة والسفالة والأحقاد الشائعة في الجو الأدبي وتعاليه الكبير على الصغائر. صفحات «كيكا» بنصوصها وإخراجها وصورها الجميلة (لكاتباتنا وشاعراتنا الساحرات طبعاً) مناسبة دائمة للفرح والبهجة بالحياة والتوق الى حرية العمل الإبداعي الذي ينتهك كل ما يغلق الطريق أمامنا. عزيزي صموئيل: في «كيكا» لم تعد الى والدك الأصم والأبكم لسانه المفقود منذ الأبد وأذنه التي ما كانت لتسمع حتى قرع الطبول فحسب، وإنما حققت له بوفاء نادر ما هو أبهى من حلم عشقه لملكة بريطانيا: لقد جعلت اسمه على كل لسان. كل كيكا وأنت بخير».