قال مصدر إيراني مطلع ل «الحياة» امس أن اتصالات تمت بين الجانبين الإيراني والأميركي لتفادي الهجوم العسكري علي سورية وخفض حدة التوتر في المنطقة بعد الإعلان عن احتمال توجيه ضربة أميركية إلى النظام السوري. واضاف المصدر إن زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إلى طهران الأسبوع الماضي ولقاءه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان مهدت الطريق لهذه الاتصالات. وأشار إلي أن غرفة عمليات شكلت في الرئاسة الإيرانية برئاسة الرئيس حسن روحاني وعضوية ظريف ووزير الدفاع العقيد حسين دهقان وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، إضافة إلي عدد آخر من المسؤولين في وزارات الدفاع والخارجية والاقتصاد، وهو ما أشار إليه رئيس رفسنجاني الذي دعا إلي التريث في إطلاق تصريحات لا تخدم المصالح الإيرانية والاكتفاء بالمواقف التي ترسمها المصادر الرسمية بسبب تعقيدات الأزمة السورية. وأكد المصدر الإيراني أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أخذ علي عاتقه تنفيذ الاستراتيجية التي رسمها روحاني بمساعدة رفسنجاني، وتتركز علي الاتصال بالجانب الأميركي لإقناعه بعدم جدوي الهجوم علي سورية، لأن ذلك لن يخدم المصالح الأميركية في المنطقة وقد يساهم في دعم المتشددين في الدول العربية والإسلامية. وفي مقابل ذلك، يتعهد الجانب الإيراني بالعمل علي ضبط إيقاع الحكومة السورية في آلية التعاطي مع المعارضة المسلحة ودعوة المقاتلين من «حزب الله» اللبناني إلى الانسحاب من الأراضي السورية علي أن تتوقف الدول الغربية عن تسليح الجماعات الإسلامية المتشددة مثل «جبهة النصرة». ورأت المصادر أن زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري علاء الدين بروجردي إلي دمشق جاءت في هذا الإطار، بهدف نقل التصور الإيراني إلى الرئيس السوري بشار الأسد. واستبعد المصدر الإيراني أن تدخل ايران الحرب إلي جانب سورية في حال تعرضها لهجوم عسكري، لكنه أبدى اعتقاده بأن فتح جبهة الجولان السورية مع إسرائيل ربما يدفع بطهران إلي الدخول إلي جانب الجيش السوري وهذا ما أبلغته طهران إلى فيلتمان. وتشعر حكومة روحاني بالقلق حيال تطور الأحداث في سورية لأن حدة التطورات قد تقضي علي الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل إبعاد المتشددين عن مصادر القرار السياسي، كما أن تعرض الحكومة السورية الحليفة لطهران لهجوم عسكري سيشجع المتشددين في الداخل الإيراني لطلب التخلي عن نهج الاعتدال في القضايا السياسية وتحديداً في التعاطي مع الدول الغربية وبالذات الولاياتالمتحدة، وانتهاج سياسة أكثر حدة مع هذه الدول في ما يتعلق بقضايا الإقليم. وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قال إن الرأي العام العالمي يقف ضد أي هجوم غربي على سورية، وأشار خصوصاً إلى تصويت مجلس العموم البريطاني ضد ضربة عسكرية محتملة. ونقلت «وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية» عنه قوله إن «الأميركيين لا يرون موجة كراهية الشعوب للسياسات الحربية ويواصلون تحركهم العسكري ضد سورية، على رغم أن هذه السياسة رفضت في مجلس الأمن وعارضها البرلمان البريطاني».