تابع مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس، مناقشة منح الثقة لحكومة الرئيس حسن روحاني، وسط سجال اتّسم بالتشدد ضد وزراء مقترحين، فيما أكد المرشح لوزارة الخارجية محمد جواد ظريف أن الحكومة «لن تتراجع قيد أنملة» في الملف النووي. ولليوم الثاني على التوالي، شارك روحاني في جلسات البرلمان، ما عكس حرصه على مساندة تشكيلته الحكومية، في وقت دعت أوساط أصولية متشددة إلى حجب الثقة عن وزراء إصلاحيين. ودافع الوزير المقترح للتربية محمد علي نجفي الذي شارك في الحملة الانتخابية للمرشح الإصلاحي السابق مهدي كروبي، عن موقفه من الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، مؤكداً التزامه قيم الثورة والمبادئ الإسلامية. نجفي الذي كان وزيراً للتعليم خلال عهد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني (1989 - 1997)، برّر زيارته عائلات ضحايا أحداث 2009، بأنها أتت في إطار عمله عضواً في المجلس البلدي لطهران ولرعاية هذه العائلات وتجنّب استغلالها من «أعداء الثورة». أما محمود واعظي، المرشح لوزارة الاتصالات، فدافع عن تاريخه السياسي الذي بدأه طالباً في الولاياتالمتحدة وعضواً في «الاتحاد الإسلامي للطلاب الإيرانيين»، مستدركاً أنه لا ينتمي إلى أي اتجاه سياسي ولم يعمل مع أي حملة انتخابية عام 2009. لكنه ذكّر بانتقاده السياسة الخارجية لحكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، لافتاً إلى أنه كان يبلغه ذلك في رسائل «شخصية وخاصة». لكن النائب بهروز نعمتي تحدث عن «نقاط ضعف خطرة في خطط» واعظي. ولم يواجه المرشح لوزارة الاستخبارات محمود علوي صعوبة في الدفاع عن موقفه، إذ نال إشادة من أكثرية النواب. وأوضح المناخ الذي رافق رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه للانتخابات النيابية، علماً أنه عضو في مجلس خبراء القيادة. ودافع النائب ناصر كاشاني عن ظريف، مشيداً بكفاءته، فيما كشف الأخير أنه فشل في إقناع روحاني باختيار شخص آخر لتولي وزارة الخارجية. وشدد على أن الديبلوماسية الإيرانية بقيادته «لن تتراجع قيد أنملة» عن «الحقوق النووية» لبلاده، متعهداً في الوقت ذاته تعزيز العلاقات مع دول في المنطقة والعالم. وثمة تكهنات بنيل التشكيلة الوزارية ثقة البرلمان، على رغم ضغوط شديدة يمارسها متشددون في التيار الأصولي. وعقد تكتل «السائرين على خط الولاية» الذي يشغل 168 من المقاعد ال290 في البرلمان، اجتماعاً ثانياً أمس رأسه رئيس المجلس علي لاريجاني، نوقشت خلاله أجواء الحوارات الجانبية والمناقشات في شأن التشكيلة. وأعلن رئيس التكتل كاظم جلالي احتمال عقد اجتماع عام لأعضاء التكتل اليوم، لتحديد موقفه من حكومة روحاني، قبل تصويت محتمل على منحها الثقة. ونفى ياسر هاشمي، نجل هاشمي رفسنجاني، تدخل والده في اختيار الوزراء، لافتاً إلى أن «دوره اقتصر على الاستشارة». هاشمي الذي يعمل مستشاراً لروحاني، انتقد نواب «جبهة الاستقامة» القريبة من نجاد، الذين يقودون الهجوم على التشكيلة التي تضمّ 18 وزيراً، متهماً إياهم بأنهم «وكلاء الحكومة السابقة». ورأى قدرت الله علي خاني، مستشار رفسنجاني، أن المتطرفين الذي سارعوا إلى فتح النار على حكومة روحاني، لا يأبهون لمشكلات المواطنين، بل يستغلّون المناقشات لأغراض سياسية، بسبب «استيائهم من نتائج انتخابات الرئاسة».