تنشط الديبلوماسية الايرانية للحؤول دون تنفيذ الهجوم الاميركي المرتقب علي سورية، في وقت تشعر الحكومة الايرانية الجديدة بالحرج حيال تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وخلال الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني مساء الاربعاء جرى التشديد علي ضرورة تكثيف الجهود للحيلولة دون تعرض سورية لضربة عسكرية غربية. وأكد الرئيسان الايراني والروسي ان اللجوء الى الحلول العسكرية خارج اطار الشرعية الدولية ضد الدول المستقلة يعتبر خرقاً خطيراً للقوانين الدولية، مشددين في الوقت ذاته على اهمية تضافر الجهود واستنفاد كل الطرق للحيلولة دون تعرض سورية لضربة. وأشاد روحاني بموقف روسيا إزاء الازمة السورية، معرباً عن تنديد بلاده باستخدام الاسلحة الكيماوية من اي جهة «ووجوب التريث في اطلاق الأحكام المسبقة قبل ظهور نتائج التحقيقات في هذا الشأن». وذكرت مصادر الرئاسة الايرانية ان بوتين اشار الي عدم وجود ادلة قطعية تثبت استخدام الحكومة السورية الاسلحة الكيماوية، مشدداً على موقف موسكو الرافض للرواية الغربية ومستدلاً على ذلك بأنها ليست في حاجة اليها من الاساس في ظل تقدم قواتها في شكل ملحوظ على الارض. الي ذلك اجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اول من امس حوارات هاتفية مع 10 من نظرائه تركزت علي بحث آفاق نزع فتيل الحرب في المنطقة، مديناً في الوقت ذاته استخدام السلاح الكيماوي من اي طرف، ومؤكداً ان «ليس هناك دولة في العالم كالجمهورية الاسلامية الايرانية كانت ضحية استخدام مثل هذه الاسلحة، ولذلك نحن ندين استخدام السلاح الكيماوي من جانب اي طرف كان ونطالب مفتشي الاممالمتحدة بأن يقوموا بتحقيقات شاملة بعيداً من اصدار اي حكم مسبق تجاه منفذ هذا العمل المفجع». ونقل ظريف الموقف الايراني للوزراء الذين اتصل بهم، وهم وزراء خارجية كل من الاردن والكويت وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا واليونان وفرنسا وأذربيجان والجزائر، والذي يرتكز علي ان لا حل عسكرياً للأزمة السورية، وعلى الجميع السعي للتوصل الى حل سياسي بهدف اعادة الاستقرار الى سورية، وعلى هذا الاساس، فإن ايران «تدعم المبادرات المبنية على وقف العنف وإجراء الحوار بين جميع الاطراف السوريين». وتشعر الحكومة الايرانية الجديدة التي رفعت شعار الاعتدال بالإحراج حيال تصاعد الازمة في سورية في بداية عملها، لأن تفاقم الاوضاع سيدعم المتشددين في الداخل الايراني الداعين لاتخاذ مواقف اكثر تشدداً حيال ازمات الاقليم، وهو ما لا ينسجم مع ما تريد الحكومة التزامه من مواقف معتدلة في علاقاتها الدولية والاقليمية، اضافة الي انها لم تستكمل طاقمها الوزاري والتفاوضي، ما سيضفي عليها أعباء في ظل رغبتها في معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الداخلية. ودخل رئيس «مجمع تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني علي خط التطورات السورية بالإعراب عن قلقة حيال المخاطر التي يتعرض لها الشعب السوري، داعياً العقلاء في العالم وحكام الدول الكبري الي «عدم فتح العُقد بواسطة الفم عندما يكون في المقدور فتحها باليد». وقال ان استخدام السلاح الكيماوي تحت اي ذريعة كانت لا يمكن قبوله سياسياً ولا انسانياً. واعتبر قائد «الحرس الثوري» الايراني محمد علي جعفري ان الهجوم العسكري الاميركي علي سورية لا يمكنه ان «ينقذ الصهاينة من حركات المقاومة وإنما سيعجل بسقوط اسرائيل». ورأي ان الولاياتالمتحدة تحاول تنفيذ هجومها علي سورية بعد فشل «الحروب بالنيابة التي قادتها المجموعات الارهابية في سورية»، معرباً عن اعتقاده بأن «فيتنام ثانية ستكون بانتظار الولاياتالمتحدة، وستستكمل دومينو الهزائم التي منيت بها الولاياتالمتحدة في المنطقة».