دمرت طائرات التحالف الدولي - العربي آليات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية كانت في طريقها إلى مدينة عين العرب (كوباني) قرب الحدود مع تركيا، في وقت قصفت قوات البيشمركة تجمعات التنظيم في إطار مساندتها ل «وحدات حماية الشعب» الكردية في المدينة الحدودية مع تركيا، بحسب ما قال ناشطون أمس. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر موثوق بها «أن تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة دارت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في عدة محاور بمدينة عين العرب (كوباني)، استمرت منذ ليلة (أول من) أمس وحتى صباح اليوم (أمس)». وأضاف أن اشتباكات مماثلة دارت «في الجبهة الغربية والريف الغربي لمدينة عين العرب بين مقاتلي وحدات الحماية مدعمين بمقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، كذلك دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقة مزري بجنوب غربي المدينة، في حين قصفت وحدات حماية الشعب الكردي قرى علبلور ومزرعة عبروش ومنازي ومحيط تل شعير، بريف مدينة عين العرب من دون معلومات عن الخسائر البشرية». وجاءت المعارك في وقت نفّذت طائرات التحالف العربي - الدولي 4 ضربات استهدفت مراكز وتجمعات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في حيي الصناعة وكانيً عَرَبَان في القسم الشرقي لعين العرب، وتجمعات للتنظيم في قريتي مزرعة داود ومنازي بريف المدينة، بحسب ما أورد «المرصد». الذي أشار أيضاً إلى أن «طائرات التحالف قصفت عدة عربات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» بعضها مزود برشاشات ثقيلة، في منطقة القرة بالريف الغربي لمدينة منبج، الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، والخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من مقاتلي التنظيم». ونقل «المرصد» عن مصادر موثوق بها «أن عربات تنظيم الدولة الإسلامية التي استهدفها التحالف العربي – الدولي، كانت متجهة لمدينة عين العرب (كوباني) لمؤازرة مقاتلي التنظيم في المدينة». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن الغارات وقعت بعد منتصف ليلة الأحد - الاثنين، وأن «الآليات التي دمرت بالكامل ولم يعرف عددها كانت متجهة نحو مدينة عين العرب لمؤازرة عناصر التنظيم». وتتعرض مدينة عين العرب، ثالث المدن الكردية في سورية والواقعة في محافظة حلب، منذ 16 أيلول (سبتمبر) إلى هجوم من تنظيم «الدولة الإسلامية» في محاولة للسيطرة عليها، ويقوم المقاتلون الأكراد بمقاومة شرسة. ويقاتل إلى جانبهم مقاتلون عرب من كتائب معارضة للنظام. وانضم اليهم مساء الجمعة 150 مقاتلاً من قوات البيشمركة العراقية الذين دخلوا المدينة عن طريق تركيا. وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية» في كوباني ومحيطها وكانت آخرها أربع ليلاً وفقاً ل «المرصد»، في إعاقة تقدم التنظيم المتطرف. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أمس إن التحالف نفذ 14 غارة جوية ضد «داعش» في سورية والعراق منذ مساء الأحد. وشهدت عين العرب أمس تبادلاً لإطلاق النار واشتباكات متقطعة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» على محاور عدة. وقامت قوات البيشمركة الآتية من إقليم كردستان العراق بقصف تجمعات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة. وأعلنت «وحدات حماية الشعب» في بيان الأحد على حسابها على «تويتر» أن «قوات البيشمركة التي انضمت إلى المقاومة في كوباني شاركت في عملية مشتركة مع وحداتنا (...) واستهدفت الإرهابيين المتمركزين قرب كوباني بالمدفعية الثقيلة». وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الإسبوع الماضي أن الأكراد في عين العرب أبلغوه «أنهم لا يحتاجون إلى قوات مقاتلة من البيشمركة» بل إلى «قوات دعم»، مضيفاً أن القوات التي تم إرسالها «هي فقط قوة إسناد وتأمين الدعم». وأصبحت المعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف في كوباني رمزاً للحرب الأشمل ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وقتل منذ بدء الهجوم على المدينة نحو ألف شخص، غالبيتهم من مقاتلي هذا التنظيم. وذكر «المرصد السوري» أمس أن 20 عنصراً ينتمون إلى التنظيم قتلوا في غارات للتحالف الأحد على كوباني وريف منبج ومدينة الميادين في دير الزور (شرق)، بينما قتل أربعة عناصر آخرون في اشتباكات في كوباني حيث قتل أيضاً مقاتلان كرديان.