دارت مواجهات «وجهاً لوجه» بين الاكراد و تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» في أحياء مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية، وسط غارات جديدة شنتها طائرات التحالف الدولي على مواقع «الدولة» فرب المدينة الكردية المحاصرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بعد ظهر أمس أن «اشتباكات عنيفة دارت بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في محاور سوق الهال والبلدية ومنطقة دوار آزادي «الحرية» في القسم الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)، في محاولة من عناصر التنظيم استعادة السيطرة على نقاط تمكنت الوحدات قبل أيام من السيطرة عليها، وأنباء عن تقدم للوحدات في منطقة سوق الهال، واستمرت الاشتباكات بين الطرفين في المناطق السابقة حتى صباح اليوم (أمس)، ومعلومات مؤكدة عن استيلاء وحدات الحماية على أسلحة، في حين نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي، بالتزامن مع الاشتباكات، 5 ضربات استهدفت تجمعات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة الصناعة ومنطقة البلدية والمنطقة الواقعة بين دوار آزادي والبلدية في عين العرب». على صعيد متصل، نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي ضربة على منطقة منازي في الريف الغربي لعين العرب، كما نفذت ضربتين بعد الظهر على مناطق في الجبهة الجنوبية للمدينة، بحسب «المرصد». وفيما قصفت وحدات الحماية وقوات البيشمركة الكردية تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الغربي للمدينة، ارتفع إلى 25 على الأقل عدد القذائف التي أطلقها تنظيم «الدولة» على مناطق في عين العرب «كوباني» منذ صباح الاحد، في حين أسفرت الاشتباكات بين وحدات الحماية وتنظيم «الدولة الإسلامية» عن مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من التنظيم. في غضون ذلك، أعلن المركز الإعلامي ل «وحدات حماية الشعب» في بيان أن هجوم «داعش» مستمر منذ 56 يوماً وأن عناصر التنظيم «حصلوا على إمدادات في المرتزقة والذخيرة، تم كسرها من جانب وحدات حماية الشعب، ذلك أن وحداتنا استعادت عدداً من النقاط التي احتلها التنظيم سابقاً بفضل الهجمات المضادة التي نفذتها». وأضاف البيان ان «الاشتباكات التي بدأت في الجبهة الشرقية من كوباني استمرت من دون توقف، ووجهت وحداتنا ضربات موجعة الى التنظيم وتقدمت في جهة حي كانيا كردا، حيث تمت هزيمتهم وتنظيف بعض النقاط التي كانت المرتزقة احتلتها سابقاً»، قائلاً إن في «شارع البلدية تستمر الاشتباكات وجهاً لوجه وتم توثيق مقتل 13 من داعش». في الريف، نفذت «وحدات الحماية عملية وهجوماً مضاداً ضد التنظيم في محيط قريتي مناز والإذاعة في الجبهة الغربية»، حيث قتل ثمانية من «داعش»، وفق «وحدات حماية الشعب» التي اشارت الى استمرار «الاشتباكات في الجبهة الجنوبية في شكل أخف مقارنة مع بقية الجبهات». وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» اشار الى أن الريف الغربي لعين العرب «شهد قصفاً عنيفاً من جانب قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب الكردي، حيث استهدف القصف مراكز «الدولة الإسلامية» في منطقتي منازي والإذاعة ومناطق أخرى في الريف الغربي». وأضاف ان تنظيم «الدولة الإسلامية» قام ب «استدعاء العشرات من عناصره، من مقاره وتمركزاته بالقرب من الحدود السورية - التركية، في ريف حلب الشمالي الشرقي، وجمعهم في مقار له في مدينة الباب، أحد معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، وأرسلهم اليوم في دفعات متتابعة، إلى مدينة منبج التي يسيطر عليها». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «قتل 1013 شخصاً في معارك مدينة عين العرب بين تاريخ بدء الهجوم في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي ومنتصف الليل (قبل الماضي)، غالبيتهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعددهم 609 عناصر». وأردف: «قتل في هذه المعارك أيضاً 363 مقاتلاً ينتمون إلى وحدات حماية الشعب الكردية» التي تدافع عن المدينة «إلى جانب 16 مقاتلاً موالياً لها، ومتطوع سوري واحد قاتل معها، و24 مدنياً».