بدا امس ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند متمسك بمشاركة بلاده في عملية عسكرية ضد النظام السوري رداً على استخدامه السلاح الكيماوي قبل عشرة ايام، على رغم رفض برلمان الدولة الاوروبية الرئيسية الأخرى، بريطانيا، اجازة مثل هذا التدخل لحكومة لندن. وقال هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» امس ان رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سورية لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي الى تحرك «متناسب وحازم» ضد دمشق. وأوضح رداً على سؤال ان «كل بلد سيد قراره في المشاركة او عدم المشاركة في عملية. هذا ينطبق على بريطانيا كما على فرنسا». وأضاف: «سأجري محادثات معمقة مع (الرئيس الاميركي) باراك اوباما». وأكد ان «فرنسا تريد تحركاً متناسباً وحازماً ضد نظام دمشق»، وان «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». واستبعد هولاند الذي اصبح الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بعد تراجع بريطانيا، اي تدخل قبل مغادرة خبراء الاممالمتحدة الذين يحققون في سورية في هجمات مفترضة بأسلحة كيماوية والذي يفترض ان يتم اليوم. ورداً على سؤال عن هدف التدخل، قال هولاند انه «لا يؤيد تدخلاً دولياً يهدف الى تحرير سورية او اطاحة الديكتاتور». وأضاف «لكنني اعتقد انه يجب وقف نظام يرتكب ضد شعبه ما لا يغتفر»، معتبراً انه «لا يمكن ولا يجب أن تمر المجزرة الكيماوية في دمشق من دون عقاب وإلا واجهنا خطر تصعيد من شأنه التهوين من استخدام مثل هذه الأسلحة مع تعريض دول اخرى للخطر». ولم يستبعد هولاند من جهة اخرى توجيه ضربات جوية الى نظام دمشق قبل الاربعاء المقبل الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعاً لمناقشة الموضوع السوري. وأكد ان «هناك مجموعة ادلة تشير الى مسؤولية نظام دمشق» في الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في 21 آب (أغسطس) في ريف دمشق وأسفر عن مئات القتلى. وكانت باريس شهدت مساء الخميس أول تظاهرة ضد عمل عسكري غربي في سورية شارك فيها اكثر من مئتي شخص معظمهم من الناشطين المناهضين للحرب واليساريين والمؤيدين لنظام بشار الاسد والاكراد. وتجمع المتظاهرون الذين بلغ عددهم 250 شخصاً بحسب مصدر في الشرطة، في وسط العاصمة بدعوة من «حركة من اجل السلام»، وهي منظمة قريبة تاريخياً من الحزب الشيوعي الفرنسي. وتميزت التظاهرة بتنوع الشعارات المرفوعة، من شعارات الحزب الشيوعي الى العلم الكردي الى علم «حزب الله» اللبناني. وكان القاسم المشترك الوحيد بين كل هؤلاء رفض التحرك العسكري المحتمل ضد سورية.