أنهى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الثلاثاء زيارته الى باكستان بدعوة رئيس الوزراء نواز شريف الى كابول، في ختام يومين من المحادثات الودية، لكنه لم يحرز تقدماً ملموساً على صعيد إيجاد حل للنزاع في افغانستان. وقد التقى حميد كرزاي نواز شريف للمرة الأولى منذ عودة الاخير الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات العامة الباكستانية في أيار/مايو الماضي. وطلب الرئيس الافغاني من باكستان، المتحالفة تاريخيا مع طالبان التي تقاتل النظام في كابول وحلفاءه في الحلف الاطلسي منذ 12 عاماً، أن تساعده على إجراء اتصال مباشر لبدء مفاوضات سلام مع المتمردين الأفغان الذين يرفضون ذلك حتى الآن. وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن كرزاي وشريف اللذان التقيا الاثنين بعد وصول الرئيس الافغاني الى اسلام اباد، تابعا محادثاتهما الثنائية على مأدبة غداء ظهر الثلاثاء في مدينة موري الرائعة في ضواحي اسلام آباد. وأضافت الوزارة أن "الرئيس كرزاي كرر توجيه الدعوة الى رئيس الوزراء نواز شريف لزيارة افغانستان. وقد قبل رئيس الوزراء الدعوة". وأبدت طالبان افغانستان التي كانت في سدة الحكم في كابول بين 1996 و2001 أبدت انفتاحاً في الأشهر الماضية لإجراء مفاوضات سلام وأكدوا انهم لا يريدون "احتكار" السلطة بعد انسحاب غالبية جنود الحلف الاطلسي وقوامهم 87 الف جندي المقرر في نهاية 2014. لكن المتمردين يرفضون التحاور مباشرة مع كرزاي لأنهم يتهمونه بأنه دمية بأيدي الأميركيين خصوصاً وأنه ينهي ولايته الرئاسية قريباً وانه بحسب الدستور لا يستطيع الترشح لولاية ثالثة خلال الانتخابات الرئاسية في نيسان/أبريل المقبل. وكان مسؤولون أفغان ذكروا قبل هذه الزيارة إلى إسلام آباد أن كرزاي سيطلب من باكستان الافراج عن أهم مسؤول طالباني افغاني في السجون الباكستانية، وهو الملا عبد الغني برادار المساعد السابق للملا عمر، القائد الاعلى لطالبان. وإذا كانت إسلام آباد قريبة تاريخياً من حركة طالبان، فهي متحالفة أيضاً منذ 2001 بصورة رسمية مع الأميركيين، أعداء الحركة، وعلى هذا الاساس اعتقلت عدداً كبيراً من المتمردين الأفغان اللاجئين على أراضيها. ويعتبر المسؤولون الأفغان أن عمليات الإفراج هذه تتيح لهم أن يثبتوا حسن نياتهم للمتمردين ويأملون في أن يقنع هؤلاء الموقوفون السابقون قيادة طالبان ببدء محادثات سلام. لكن لم يعلن الثلاثاء عن الافراج عن اي معتقل بعد زيارة كرزاي. وبناء على طلب كابول أفرجت باكستان حتى الآن عن 26 من عناصر طالبان الافغان ابتداء من نهاية 2012.