حمّل أعضاء في حكومة البصرة المحلية محافظ المدينة شلتاغ عبود مسؤولية التراجع الذي تشهده المحافظة بعد الإعلان رسمياً عن اعتبار ثلاثة أقضية مهمة في البصرة «مناطق منكوبة» في حين اعترفت الإدارة المحلية بالعجز عن حل بعض المشاكل. وقال عضو مجلس محافظة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) علي سوادي (مستقل) ان «ما يحدث في البصرة الآن يعتبر انتكاسة كبيرة» وحمّل «الإدارة المحلية مسؤولية التراجع الخدمي الذي تشهده المحافظة بسبب ضعف الأداء التنفيذي وعدم المتابعة الجدية لشؤون المحافظة»، رافضاً «تحجج الحكومة المحلية بعدم إمتلاكها الأموال لمواجهة المشاكل المتفاقمة يوماً بعد يوم». وكان مجلس محافظة البصرة اصدر قراراً بإعتبار أقضية الفاو وأبو الخصيب والسيبة «مناطق منكوبة» بسبب وصول نسب الملوحة في اراضيها ومياهها إلى حد دفع عشرات العائلات الى الهجرة منها، فيما دعت الحكومة المحلية الأهالي الى عدم الهجرة وانتظار الحلول القريبة. وقال سوادي ان «ملوحة المياه واحدة من المشاكل التي بدأت تتعاظم في المحافظة من دون أن تلتفت الحكومة المحلية لوضع حل للمساحات الزراعية الشاسعة التي أبيدت وقطعان المواشي التي أصيبت بالعمى لدى المزارعين الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان في البصرة». وأوضح مستشار محافظ البصرة عقيل الموسوي «اننا لا نستطيع السيطرة على بعض المشاكل الخدمية التي يكون حلها خارج حدود المحافظة كملوحة المياه التي وصلت إلى حد غير مسبوق» ولفت الى أن «من يتهم إدارة المحافظة بالتقصير يغفل عن الجهود المبذولة من جانبها». وكان مسؤولون في محافظة البصرة اتهموا ايران بإغلاق مجاري المياه ونهر الكارون التي تزود شط العرب بالمياه العذبة وتمنع دخول مياه الخليج العربي المالحة اليه. وقال مصدر مقرب من مكتب محافظ البصرة أن «المحافظ شلتاغ (وينتمي الى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) قام بزيارات متكررة إلى بغداد لتدارك الازمة وحذر من انعكاسها على ائتلاف دولة القانون، الذي يدير المحافظة، في الانتخابات المقبلة». مضيفاً ان «المحافظ تمكن من اقناع الحكومة بمنح البصرة مبلغ بليون دولار لهذا الغرض لكنها لم تصرف بعد». وكانت تظاهرات انطلقت في عدد من احياء البصرة للمطالبة بالاهتمام بالخدمات، وخصوصاً المياه غير الصالحة للشرب بسبب ارتفاع نسب الملوحة فيها. وكان «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي اكتسح في شكل لافت اصوات الناخبين في البصرة خلال انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، ونال 20 مقعداً من بين مقاعد مجلس المحافظة وعددها 35.