بإقرارها بناء 500 وحدة سكنية جديدة في مجموعة مستوطنات «غوش عتصيون» جنوبالقدس، وبناء مستوطنة جديدة في الاغوار، ووضع حجر الأساس لبناء مشروع «ايه 1» الرامي الى اقامة امتداد استيطاني يربط القدس بغور الاردن، تكون الحكومة الاسرائيلية وضعت عراقيل تحول مستقبلاً دون اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وعاصمتها القدس.وجاء اعلان الحكومة الاسرائيلية عن هذه المشروعات في خضم المحادثات والاتصالات الجارية بينها وبين الادارة الاميركية بهدف استئناف العملية السلمية، ما اعتبره الكثيرون محاولة لإحباط هذه الجهود او توجيهها وفق الخطط والتطلعات الاسرائيلية. وكانت اسرائيل اقامت البنية التحتية لمشروع «ايه 1» في العامين الاخيرين، لكنها وضعت امس حجر الاساس للشروع في اقامة المباني السكنية في هذه المستوطنة المنوي اقامتها على 12.5 كيلومتر مربع تمتد من القدس وحتى غور الاردن. واعتبرت السلطة الفلسطينية القرارات والاعلانات الاسرائيلية تحدياً لمساعي الادارة الاميركية الرامية الى استنئاف المفاوضات والتوصل الى حل سياسي. وطالب الرئيس محمود عباس امس الادارة الاميركية التي تجري تحضيرات لجمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في لقاء مشترك قبل نهاية الشهر الجاري، باتخاذ موقف حازم من المشاريع الاسرائيلية الجديدة. ويرى كثيرون في هذا الطلب اشارة الى رفضه الاجتماع مع نتانياهو في حال الاصرار على تنفيذ المشاريع الاستيطانية الجديدة. وقال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة في تصريح نشرته وكالة الانباء الرسمية «وفا»: «على المجتمع الدولي، وتحديداً الإدارة الأميركية، اتخاذ موقف حازم وحاسم تجاه سياسة التوسع الاستيطاني اليهودية». واضاف: «استمرار سياسة الاستيطان تحد للرئيس اوباما والمجتمع الدولي، وبذلك إسرائيل لا تريد سلام، وهي تقوم بعملية تضليل وخداع للعالم وتعمل على إضاعة الوقت». وقال ان «الجانب الفلسطيني يجري اتصالات عربية ودولية لمتابعة هذا الأمر ولوقف هذه النشاطات»، داعياً الادارة الاميركية الى ما اسماه تقديم «رد حازم وحاسم». وكثفت حكومة اليمين في اسرائيل اجراءات تهويد وتوسيع القدس منذ توليها الحكم مطلع العام. واتخذت الاجراءات الاسرائيلية في القدس في عهد هذه الحكومة مسارات عدة اهمها الاستيطان في قلب البلدة القديمة في القدس والأحياء المحيطة، وتوسيع غلاف المدينة ليصلها مع غور الاردن شرقاً ومدينة بيت لحم جنوباً ورام الله شمالاً. كما كثفت اسرائيل من هدم المنازل وبناء البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة والاحياء المحيطة بها مثل الشيخ جراح ووادي الجوز وراس العمود وسلوان والطور. واصدرت في الاشهر الاخيرة قرارات بهدم 300 منزل فلسطيني في البلدة القديمة ومحطيها، واقامة مئات الوحدات الاستيطانية في هذه المناطق التي تشكل قلب المدينة المقدسة. ويرى الفلسطينيون في الاجراءات الاخيرة محاولة من حكومة نتانياهو لإعاقة اي حل سياسي مستقبلي او فرض رؤيتها للحل قبل التفاوض مع الفلسطينيين تحت رعاية الرئيس اوباما. وقال الخبير في شؤون الاستيطان خليل التوفكجي: «القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية في شأن الاستيطان في القدس ترمي الى تحقيق ثلاثة اهداف، الاول عدم اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، وثانياً حتى لو اقيمت هذه الدولة يجب الا تكون عاصمتها القدس، وثالثاً اقامة القدس الكبرى التي تضم غالبية يهودية واقلية عربية». ويرى التوفكجي ان توسيع القدسجنوباً وشرقاً واقامة مستوطنات جديدة في الاغوار يهدف الى تحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية كما تراها حكومة نتانياهو، وهي حدود تخلو من القدس ومن الاغوار.