ربما لا يبدو مستغرباً أن يكون «الداعشي» مقاتلاً أو انتحارياً أو داعية أو حتى «هاكراً»، ولكن أن يكون «مصمم أزياء» فربما تبدو الصورة «شاذة» نسبياً في تنظيم تميز ب «الإرهاب الدموي» في أقسى صوره، التي راوحت بين القتل والتفجير والسبي الوحشي، إلا أن «تصميم الأزياء» هي وظيفة «الداعشي» المدعو «أبو صهيب». ورفض هذا «الداعشي» عبر تغريداته في حسابه على «تويتر»، الكشف عن جنسيته، مكتفياً بالقول: «أنا خليجي»، إلا أنه يُعدّ «مرجعاً» في تصميم أزياء «الداعشيين»، مستوحياً هذه الأزياء «من زمن الرسول عليه السلام ومن الخلفاء الراشدين، والمعارك والغزوات» بحسب ما كتبه. وذكر في إحدى تغريداته: «لم أكن مصمم أزياء، وإنما كنت أميل إلى التصميم بشكل عام». وتمكن «أبو صهيب»، خلال فترة وجيزة من تنفيذ تصاميم عدة، غالبيتها مكونة من ثوب قصير وسروال عريض، مع التركيز على القبعات أو ما يسمى ب «اللثمات»، إضافة إلى اعتماده على كثرة المخابئ السرية في الزي الخاص بالمقاتلين، لاستخدامها أثناء القتال وأداء المهمات الموكلة إليهم، وبحسب تصنيفاتهم والفرق التابعين لها. واعتبر بعض «الدواعش» ملابسهم الحربية «ميزة تعبيرية لاستعادة صورة الإسلام الحقيقية»، على حد تعبيرهم، في بعض الحسابات الخاصة بهم على موقع «تويتر»، وكتب أحدهم: «الخوذة والرداء وطريقة حمل السلاح نتعلمها طبقاً لقواعد الشريعة الإسلامية». فيما أبدى مصممو أزياء سعوديون استغرابهم، مما يقوم به «داعش» من عرض أعمال وتصاميم عبر برنامج «انستغرام»، مع قرب دخول فصل الشتاء. وقال المصمم إبراهيم عبدالرحمن ل «الحياة»: «إن مهنة تصميم الأزياء تحتاج إلى موهبة، ولا تقتصر على زمن دون غيره، وما يتعلق ب «الدواعش» والإرهابيين عموماً، فإن تصميم ملابسهم يعتمد على مهماتهم وشخصياتهم، ومن الطبيعي أن تكون مستوحاة من العصور الإسلامية الأولى، لأنهم يعتبرونها الزمن الأفضل». وأشار إبراهيم إلى أزياء عناصر التنظيم الذين رآهم في مقاطع مصورة «مستوحاة من المسلسلات التاريخية، فهم لم يستحدثوا جديداً، ولا يعرفون ماذا كان يرتدي صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكيف يدّعون ذلك»، مضيفاً: «تلقيت دعوات عدة عبر «انستغرام»، للإسهام في تقديم تصاميم، وأعتقد أن هذه الدعوات طريقة جذب واستقطاب لهذا التنظيم». فيما قالت مصممة الأزياء السعودية إيمان غنيم: «إن تصميم ملابس عناصر تنظيم «داعش» ليست عبثية، بل هي محاولة للتماهي مع زمن الخلافة، وإيصال رسالة للمتلقي بشكل غير مباشر، إلى منطقة اللا وعي: نحن نمثل ذلك الزمن، في كل شيء، بما فيها ملابسنا»، مبدية تعجبها من أزيائهم «فلا علاقة لها بالصحابة أو زمن الخلافة، فهي عبارة عن لباس عادي، مكون من ثوب وسروال، محاولين تقديم صورة الزهد في لباسهم الحربي، محاكين كبيرهم أسامة بن لادن»، مضيفة: «وجدت في «انستغرام» حسابات تدعو إلى عمل ما يسمى «لايك»، واكتشفت أن الحساب لعمل تصاميم ملابس ل «داعش».