نفى المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي المتهم بالفساد أمس، تلقيه رشاوى بقيمة أكثر من مليون يوان (122 ألف يورو) من رجل أعمال يُدعى تانغ تشياولين يُعد من المقربين منه، وذلك في بداية محاكمته التي تشرف عليها السلطات عن كثب. وأكد بو (64 سنة) وهو المسؤول السابق عن مدينتيّ داليان (شمال شرق) وشونغكينغ (جنوب غرب)، أن عناصر الإدانة التي جمعها المدعي لا تثبت إطلاقاً أنه مذنب. ووصف تانغ بأنه «كذاب». وقال: «إنه يحاول بكل بساطة الحصول على خفض لعقوبته لذلك يحاول بكل الوسائل مثل كلب مسعور». كما وصف بو «بالسوقية» تأكيدات زوجته غو كايلاي بأنها ملأت بعشرات الآلاف من الدولارات إحدى الخزائن التي كانت تتقاسمها معه. وجلس بو تشيلاي مع بدء محاكمته صباح أمس، في قفص الاتهام في المحكمة الشعبية في جينان (شرق الصين). ودخل يرتدي قميصاً أبيض وبنطالاً أسود، يرافقه شرطيان. وبدا على وجهه النحول. ولم يشاهَد بو الذي يلقب ب «الأمير الأحمر» والموقوف منذ آذار (مارس) 2012، علناً منذ 17 شهراً. وقال بو: «آمل أن أُحاكم بحكمة وعدالة طبقاً للاجراءات القضائية الصينية»، كما نقلت المحكمة. وقال كبير القضاة وانغ شوغوانغ أنه ملف «بالغ التعقيد». وقد يُحكم على المتهم بالاعدام. وفي قاعة المحكمة المزودة بكاميرات وشاشتين عملاقتين، جلس 110 أشخاص تم اختيارهم بعناية لحضور المحاكمة. وأفادت المحكمة بأن بين هؤلاء خمسة من أفراد عائلة بو تشيلاي وشخصين آخرين من المقربين منه و19 صحافياً و84 مواطناً يُفترض أنهم يمثلون المجتمع الصيني. ولم تُعلن مدة المحاكمة رسمياً لكن المراقبين يتوقعون أن تكون قصيرة وألا تتجاوز مدتها يوماً أو يومين. ولم تقبل الصحافة الأجنبية في قاعة المحكمة، في حين تجمع عدد كبير من رجال الشرطة ومئات الفضوليين خارجاً. وبين هؤلاء عدد كبير من أنصار بو الذي قاد ازدهار شونغكينغ، المدينة الهائلة التي تضم 33 مليون نسمة وأصبحت قطباً اقتصادياً مهماً. وتعمل كل المحاكم في الصين، تحت الاشراف المباشر للسلطات الشيوعية لكن المحللين يرون أن مشاورات طويلة في القمة اتخذت قراراً حول الحكم الذي سيُعلن. وبو تشلاي متهم رسمياً باختلاس خمسة ملايين يوان (612 ألف يورو) من الأموال العامة وبارتكاب كل أشكال استغلال السلطة في شونغكينغ لعرقلة تحقيق جنائي يستهدف زوجته غو كايلاي التي دينت في آب (أغسطس) 2012 بقتل رجل بريطاني. يُذكر أن الكشف عن جريمة القتل التي نفذتها غو كايلاي أدى إلى تسريع سقوط بو ما أحدث صدمة كبيرة في أوساط الحكم الشيوعي وكشف شروخاً في الحزب الواحد الذي يرغب في تأكيد تماسكه. وأثرت قضية بو تشيلاي على تنظيم المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني العام الماضي، الذي جدد الفريق الحاكم لثاني أكبر اقتصاد في العالم.