تفرض السلطات الصينية رقابة صارمة على المعلومات المتعلقة بقضية غو كايلاي، زوجة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي، التي اعترفت بدس السم لبريطاني في عملية قتل تسرّبت تفاصيل جديدة عنها. وجرت محاكمة غو وأربعة من كبار ضباط الشرطة اتهموا بالتواطؤ معها. وبعدما أوضحت كايلاي أنها تعاني من اكتئاب وأنها عاشت «كابوساً»، اعترفت المحامية السابقة المعروفة دولياً بقتلها نيل هايود، رجل الأعمال الذي بقي لفترة طويلة قريباً من عائلة بو قبل أن تتوتر العلاقات بينهما. ونفذت الجريمة مساء أحد أيام تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بفندق فخم في شونغكينغ، المدينة الكبيرة التي كانت بإدارة بو تشيلاي. وقالت المتهمة في تصريحات أن «هذه القضية سببت أضراراً كبيرة للحزب (الشيوعي الحاكم) والبلاد ومن واجبي تحمّل مسؤولية ذلك». ويبدو أنها كانت تعاني من «اضطرابات نفسية» لإدمانها على أدوية مخصصة للصحة العقلية. وأمس، خضعت كلمات «غو كايلاي» و«بو تشيلاي» و«نيل هايود» للرقابة على محركات البحث على الإنترنت. وتلقت الصحف الكبرى تعليمات واضحة بعدم استخدام أي مادة غير تلك التي تنشرها وكالة «أنباء الصين الجديدة» في شأن هذه القضية، كما يحدث عادة في المسائل الحساسة. وقال صيني حضر جلسات المحاكمة أنها اعترفت في اليوم التالي بجريمتها لوانغ ليجون قائد شرطة شونغكينغ حينذاك، والذراع اليمنى لزوجها. وقد سجّل هذا الضابط الحديث ثم جاء بعينات من أنسجة جثة الضحية. وبعد ثلاثة أشهر وبعدما لم يعد بو تشيلاي راضياً عنه، كشف هذا الشرطي المعروف بأساليبه القاسية كل ما يعرفه لديبلوماسيين أميركيين. وانفجرت القضية في هذه الأثناء وأقيل بو تشيلاي ما سبب سلسلة من الصدمات التي بلغت رأس هرم النظام الشيوعي. وشبّه البعض هذه المحاكمة بالمحاكمة السياسية لعصابة الأربعة وهم أرملة ماو تسي تونغ وثلاثة مسؤولين صينيين آخرين أوقفوا وأقيلوا من مناصبهم وحوكموا بعد وفاته. ويرى خبراء أن تنظيم هذه المحاكمة يعني أن القيادة الصينية توصلت إلى توافق حول طريقة معالجة ملف بو تشيلاي، الذي أثارت إقالته من منصبه كسكرتير إقليمي للحزب الشيوعي الصيني فضيحة تشبه وقائعها حبكات أفلام الإثارة الهوليودية. ويواجه بو تشيلاي الذي روّج للأفكار الماوية و«الثقافة الحمراء» اتهامات من الحزب نفسه «بارتكاب مخالفات مسلكية كبيرة» خلال حملته على المافيا في منطقته.