اشتكى مستثمرون في قطاع المطاعم الشعبية في السعودية من تراجع إيراداتهم أخيراً بأكثر من 10 في المئة بسبب عزوف الزبائن عن المطاعم جراء ارتفاع أسعار الدواجن والرز والمتطلبات الأخرى، ما انعكس في زيادة الأسعار في المطاعم وتسبب في تذمر المستهلكين. وكانت المطاعم رفعت أسعارها أخيراً بنحو 10 في المئة، جراء زيادة أسعار الدجاج والرز في السوق المحلية. وقال المسؤول في أحد المطاعم الشعبية في الرياض محمد مسعود في حديثه إلى «الحياة»، إن «ارتفاع أسعار الرز بأكثر من 20 ريالاً للكيس الواحد والدواجن بما يراوح بين ريال وريال ونصف الريال للحبة الواحدة تسبب في تراجع إيراداتهم بأكثر من 10 في المئة، بسبب تراجع عدد الزبائن». وأضاف أن «الجهات الرقابية ممثلة في وزارة التجارة، تتابع باستمرار موضوع ارتفاع الأسعار، وتطلب دائماً من المستثمرين في المطاعم مبررات تلك الزيادات، وطلبت منا ذلك خلال الزيادات الأخيرة، وقمنا بتزويدها بالفواتير وحجم الزيادة في التكاليف التي من الصعب أن يتحملها المطعم». واعتبر مسعود أن ارتفاع أسعار المطاعم ليس إيجابياً، وقال إنه «قرار سلبي ويؤثر في الإيرادات، إذ يتسبب في تراجع إقبال الزبائن»، مشيراً إلى أن شركات الدواجن ومستثمري الرز يبررون دائماً أسباب رفعهم للأسعار بأنهم غير مسؤولين عنها، وأنها تعود إلى زيادة مدخلات الإنتاج وارتفاع الأسعار من بلد المنشأ. من جهته، قال المدير التنفيذي لأحد المطاعم الشعبية في الرياض أيمن أبومحمود، إن ارتفاع أسعار الدواجن دفع أصحاب المطاعم إلى زيادة الأسعار، وهو ما يسبب ضرراً كبيراً للمطاعم ويفقدها الكثير من عملائها. وأشار إلى أن سلسلة مطاعمه لم ترفع الأسعار إلى الآن، وما زالت أسعارها السابقة كما هي من دون تغيير، «إلا أن هذا لن يستمر طويلاً، إذ من المتوقع رفع الأسعار في حدود الزيادة التي طرأت على أسعار الدواجن التي راوحت بين ريال وريالين للدجاجة الواحدة، وسيتحمل المستهلك النهائي تلك الزيادة». ولم يخف أبومحمود تذمر المستهلكين من تلك الزيادات، وقال: «هناك تذمر كبير من ارتفاع الأسعار من المستهلكين، ولكن المطاعم رفعت الأسعار لتغطية مصاريفها من رواتب وإيجارات وتكاليف شراء السلع المختلفة ومن أهمها الدواجن»، نافياً أن تكون الجهات الرقابية قامت بمساءلة المطاعم عن تلك الارتفاعات، وقال: «لم نشهد متابعة من المراقبين على الأسواق». أما المشرف على أحد فروع المطاعم الشهيرة في الرياض، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول «صادق»، فأرجع سبب ارتفاع وجبات المطاعم الشعبية إلى زيادة أسعار الدواجن، إذ كانت المطاعم تبيع الحبة الواحدة مع الرز بنحو 30 ريالاً، ومع زيادة أسعار الدواجن ارتفعت إلى 32 ريالاً، كما كان لارتفاع أسعار الرز دور كبير في ذلك. وذكر أن مطعمه «يطلب من شركات الدواجن الدجاج البالغ وزنه 800 غرام لعمل المندي والمظبي، ووزن 900 غرام للشواية، وارتفعت أسعارها بما يتراوح بين ريال وريال ونصف الريال في الحبة الواحدة، وبالتالي رفعت المطاعم أسعارها وفق تلك الزيادة التي كان لها تأثير في الإيرادات». وتوقع صادق استقرار الأسعار في الفترة المقبلة، خصوصاً أن المؤشرات تشير إلى توافر كميات كبيرة من الدواجن لدى الشركات المنتجة، إضافة إلى وجود مخزون كاف من الرز. من ناحيته، أكد أحد المستثمرين في المطاعم (فضل عدم نشر اسمه)، أن وزارة التجارة والصناعة تتابع الارتفاعات في الأسعار، وتستدعي من فترة إلى أخرى بعض أصحاب مطاعم الوجبات الشعبية التي رفعت أسعارها وتسألهم عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الارتفاعات، وتطالب هذه المطاعم بتقديم الأدلة والأوراق التي تثبت الحاجة إلى رفع الأسعار، للتأكد من صحة ذلك.