واجه الرقيب في الجيش الأميركي روبرت بيلز الذي يمكن أن يدان بالسجن المؤبد لقتله 16 قروياً بالرصاص في منطقة بنغواي بولاية قندهار جنوبأفغانستان في 11 آذار (مارس) 2012، ناجين من المجزرة للمرة الأولى خلال جلسة استماع ممهدة للنطق بالحكم. وأقرّ بيلز (40 سنة) في حزيران (يونيو) الماضي من دون أن يعتذر بأنه مذنب في تهمة قتل القرويين وبينهم تسعة أطفال، وذلك في صفقة أبرمها محاموه لتجنيبه حكم الإعدام. وروى الناجون أمام لجنة عسكرية تضم ثلاثة ضباط وثلاثة جنود، شهادات مؤثرة تكشف الضرر الجسدي والمعنوي الذي ألحقته بهم أعمال بيلز. وصرح الفتى صديق الله (12 سنة) الذي أصيب في الأذن والرقبة: «اعتقدت بأنني أحلم، لكنني سمعت صراخاً حين استيقظت»، فيما قال محمد حاجي نعيم، الذي قتل أحد أبنائه في الاعتداء وأصيب في الرقبة والرأس: «قفز بيلز فوق حائط إلى داري وبدأ إطلاق النار، ثم وقف هذا القذر أمامي فأردت أن أسأله ماذا فعلت، لمَ تطلق علي النار»؟ وتابع: «أعاني من تلف عصبي وأتكلم بصعوبة منذ إصابتي. لم أكن ضعيفاً، لكن منذ أن أطلق هذا القذر النار عليّ بت لا أساوي شيئاً»، ثم غادر منصة الشهود باكياً. وتحدث قروي آخر يدعى سميع الله عن قتل بيلز والدته، وتعرض ابنه رفيق الله لصدمة تجعله يستيقظ ليلاً من كوابيسه، معتقداً بأن الأميركيين يطاردونه». وروى فتى يدعى خان كيف شاهد والده يقتل، وسأل: «ما الخطأ الذي اقترفناه مع بيلز كي يقتل أبي»؟ في المقابل، لم يظهر بيلز أي تأثر بالشهادات، باستثناء إشاحة وجهه لدى عرض صور قاسية لقرويين قتلى في المحكمة التي أبلغها أنه كان يشرب الكحول ويشاهد فيلماً مع جنود آخرين في قاعدتهم، قبل أن يقتل القرويين. وحكم القاضي الكولونيل جيفري نانس الاثنين الماضي أن بيلز سيسجن 20 سنة على الأقل، قبل أن يسمح له بطلب إفراج مشروط، وهو ما طالب محاميه بحصوله بعد سجن بيلز 10 سنوات. على صعيد آخر، قتل شرطيان أفغانيان و3 مدنيين لدى تفجير انتحاري نفسه أمام سيارتهم في ولاية ننغرهار (شرق)، فيما قضى 35 من مسلحي حركة «طالبان» وجرح 11 آخرون في عمليات مشتركة نفذتها قوات أفغانية وأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات كونار وبقلان وقندهار وأروزجان وميدان وردك ولوغار وغزني.