نفت وزارة الداخلية العراقية امس إغلاق الشوارع والطرق القريبة من المنطقة الخضراء، وأكدت انها عمدت الى «زيادة نقاط التفتيش فقط لمواجهة اعمال العنف المتصاعدة في البلاد»، فيما اعلنت قيادة العمليات المشتركة اعتقال أكثر 200 عنصر بارزين في «تنظيم القاعدة»، خلال «عملية ثأر الشهداء». في هذه الأثناء، علمت «الحياة» ان قوات الأمن بدأت تنفيذ اجراءات «احترازية» لإخلاء المنطقة الخضراء من الأسلحة وتقليص عناصر الحمايات. وتشهد العاصمة، منذ عملية تهريب السجناء من سجني ابو غريب والتاجي في حزيران (يونيو) الماضي، اجراءات مشددت تصاعدت بعد التفجيرات المتكررة وتهديدات «القاعدة» باقتحام المنطقة الخضراء ومهاجمة مبنى البرلمان. وقال مصدر مطلع في الحكومة، رفض كشف اسمه ل «الحياة» ان «قوات الأمن بدأت منذ يومين حملة لإخلاء منازل المنطقة الخضراء من الأسلحة الشخصية ومنعت العشرات من عناصر الحمايات من التحرك بحرية وطالبت بعضهم بعدم المجيء خلال الفترة الحالية». وأشار الى «المخاوف من اقتحام المنطقة قائمة، وهناك تحسب من مساندة عناصر من داخلها للجماعات المهاجمة». وأوضح المصدر ان «تلك المخاوف انسحبت على باقي مناطق العاصمة اذ حاولت القوات العراقية منع دخول الغرباء الى المناطق السكنية، لذا فإن الدخول الى معظم مناطق بغداد، خصوصاً التي كانت توصف بالساخنة، يتطلب ابراز بطاقة السكن ( الوثيقة التي تثبت ان الشخص من ابناء المنطقة) امام نقاط التفتيش». إلى ذلك، نفى الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد سعد معد غلق الشوارع المؤدية الى المنطقة الخضراء وقال في تصريح الى «الحياة» ان «زيادة نقاط التفتيش في الآونة الأخيرة ادت الى زيادة الاختناقات المرورية لكننا لم نغلق اي شارع في بغداد». كما نفى معن اخلاء مبنى البرلمان الاثنين الماضي، وأكد ان «مانشر عن اخلائه لا أساس له من الصحة وهي مجرد تكهنات اعلامية». وأضاف «لا وجود لإجراءات استثنائية في بغداد، عدا الحملة الأمنية في اطراف العاصمة التي اطلق عليها اسم ثأر الشهداء وقد حققت نتائج مهمة». وأكد بيان لقيادة العمليات المشتركة امس ان «قواتنا واصلت عملها وتمكنت خلال 24 ساعة الماضية من القبض على 109 مطلوبين بتهمة الإرهاب ومن بينهم قياديون من تنظيم القاعدة الإرهابي». وأضاف البيان أن تلك القوات ألقت «القبض أيضاً على 98 مطلوباً بقضايا جنائية مختلفة». وتابع أنه تمّ «الاستيلاء على عدد من السيارات والدراجات المفخخة وتدمير وتفكيك قسم منها، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والعبوات الناسفة ومواد متفجرة، وتدمير أوكار ومخابئ يحتمي فيها الإرهابيون في مناطق نائية، والعثور على ورشة لتصنيع الطائرات المسيرة والسيطرة على 4 منها». وتنفذ قوات عسكرية مدعومة بغطاء جوي سلسلة عمليات في حزام بغداد ومحافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين والموصل والفرات الأوسط في إطار خطة واسعة لملاحقة مسلحي تنظيم «القاعدة».