سادت اجواء ترقب وحذر في العاصمة العراقية امس، وسط اجراءات امنية مشددة، اثر ورود معلومات استخباراتية عن هجمات متوقعة، وفيما ابدت وزارة البيشمركة في اقليم كردستان استعدادها للتعاون العسكري والأمني مع الأجهزة والقوى العراقية لمواجهة «الإرهابيين والقوى المسلحة»، طالبت قوات «الصحوة» في ديالى باسترداد دورها لمحاربة تنظيم «القاعدة». وأغلقت قيادة عمليات بغداد، المنافذ المؤدية الى المنطقة الخضراء، مقر الحكومة والكثير من البعثات الديبلوماسية، ونشرت وحدات من الجيش والقوات الخاصة لوزارة الداخلية في مناطق عدة وتقاطعات طرق مهمة، اضافة الى تشديد الإجراءات الأمنية حول مقار الوزارات والدوائر الحكومية، تحسباً من وقوع هجمات، قالت انها «يمكن ان تطاول السفارة الأميركية التي اغلقت ابوابها امس بقرار من وزارة الخارجية أخيراً». وشنت عمليات بغداد حملة دهم وتفتيش شملت أحياء عدة من العاصمة بحثاً عن مطلوبين يعتقد بانتمائهم الى تنظيمات مسلحة تابعة الى «القاعدة» او متعاونة معها. وقالت انها قتلت 9 مسلحين واعتقلت 98 آخرين خلال اليومين الماضيين اطلقت عليها اسم» ثأر الشهداء» كما ضبطت كميات من الأسلحة والمواد المتفجرة والعبوات. وكشف مصدر امني في محافظة ذي قار (390 كم جنوب بغداد)، معلومات عن نية «القاعدة» استهداف عدد من المدن بسيارات مفخخة، ضمن ما سماه ب»غزوة» العشر الأواخر من رمضان. الى ذلك دعت وزارة الدفاع العراقية ضباط وجنود القوات الخاصة في الجيش العراقي السابق الى تقديم طلبات اعادة الى وظائفهم على ان تكون رتبة الضابط من رائد فما دون والمراتب فقط نواب الضباط. ودعت قيادات في تنظيم «الصحوة» في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد الحكومة الاتحادية ووزارتي الدفاع والداخلية الى دعمها في الحرب ضد «القاعدة». وطالب القيادي فيها «ابو الفوز العراقي» الحكومة بتوفير كل المستلزمات التسليحية لعناصر الصحوة. وأشار الى ان «تنظيم القاعدة خصص مبالغ مالية ومكافآت باهظة لقتل 6 من قيادات الصحوة، ما يثبت مخاوفه من هذا التنظيم الذي هزمه في اعوام 2007 و 2009». وأكد القيادي في «الصحوة» رعد الجبوري ان «الجيش غير قادر على ادارة حرب شوارع وحده، لكونه تلقى تدريبات ميدانية وليس تدريبات تعالج الهجمات التي يشنها مسلحي القاعدة». وأضاف: «على الحكومة دعم وإسناد تنظيم الصحوة الذي يربو عناصره في ديالى الى 4500 مقاتل». من جانب آخر ابدى الأمين العام لوزارة البيشمركة في اقليم كردستان الفريق جبار ياور، في بيان، استعداد قواته «لأي نوع من أنواع التنسيق ولكل أشكال التعاون العسكري والاستخباري والأمني مع الأجهزة والقوى العراقية لمواجهة الإرهابيين والقوى المسلحة». واعتبر ان «ما يهدد العراق سيهددنا أيضاً، ونحن جزء من منظومة الدفاع العراقية نتحمل واجباتنا تجاه شعبنا وتجاه العراقيين جميعاً». ولفت الى ان الوفد الكردي الذي زار بغداد اول من امس ابلغها استعداد اقليم كردستان «للمشاركة في التصدي للإرهابيين».