حل البرلمان العراقي اللجنة العليا المكلفة إغاثة وإيواء النازحين التي يرأسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وأحالها على هيئة النزاهة، وقرر جعل رئاسة لجانه دورية بين الكتل السياسية. وعقد البرلمان أمس جلسة برئاسة سليم الجبوري، وقالت النائب عن لجنة النازحين نهلة حسين ل «الحياة»، إن «البرلمان صوت على حل اللجنة العليا برئاسة صالح المطلك، وأحال ملفها على هيئة النزاهة». وأوضحت أن «القرار بحل لجنة المطلك جاء بطلب عشرات النواب من كتل مختلفة، بسبب فشلها في تقديم المعونة إلى النازحين، ووجود شبهات فساد كثيرة ينبغي التحقيق فيها». وزادت أن «توزيع المنح على النازحين يجب أن تضطلع به الحكومات المحلية بإشراف وزارتي الهجرة وحقوق الإنسان، ولتلافي المعوقات التي كانت تحول دون تمكن اللجنة من الوصول إلى النازحين». وأشارت إلى أن «المخاوف من كارثة إنسانية قد تحل بالنازحين مازالت قائمة، بعدما أخفق الجميع في إيجاد مساكن آمنة لهم». وكانت الأممالمتحدة أفادت في بيان أن وضع النازحين في العراق في فصل الشتاء يشكل مصدر قلق بالغ، وأشارت إلى أنه «مع هطول أمطار غزيرة ودرجات حرارة دون الصفر في فصل الشتاء، فإن حوالى 800 ألف شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة والمأوى. و940 ألفاً على الأقل يفتقرون إلى المواد المنزلية الأساسية. في هذه الأثناء، أكد وزير الهجرة و المهجرين جاسم محمد، أمس، تعاقد الوزارة على إنشاء 20 ألف خيمة للنازحين بمواصفات دولية عازلة الحرارة، لإيواء العائلات النازحة من المناطق التي سيطر عليها داعش، مبيناً أن «لدى الوزارة خمسة آلاف خيمة في أربيل والسليمانية ودهوك». وأكد الوزير في بيان «تخصيص أرض في قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى، ونصب كرفانات فيها لإيواء عدد من العائلات النازحة»، مشيراً إلى «مشكلة في كيفية إخلاء العتبات المقدسة في محافظتي النجف وكربلاء المقدسة من العائلات التي تتخذ تلك العتبات سكناً». وشدد على «ضرورة تعاون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مع الوزارة للارتقاء بواقع النازحين وحل مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم ، سيما أننا في فصل الشتاء الذي قد تزداد فيه معاناتهم تحت وطأة البرد والثلوج و الأمطار»، مبيناً أن «أغلب العائلات النازحة غير معتادة على جو إقليم كردستان وهناك خشية من انتشار الأوبئة». وأوضح أن «عدد العائلات النازحة التي سُجلت في الإقليم لدى الوزارة بلغت 488,000 عائلة، وقد شُمل منها348,000 بمنحة البليون دينار، أما العائلات التي تسلمت منحة المليون دينار فعددها 299,617 عائلة، أي 86 في المئة من نسبة العائلات المسجلة لدى الوزارة «. الى ذلك، أكد النائب عن التحالف الوطني سليم شوقي، «اتفاق البرلمان على تسمية اللجان الدائمة وجعلها دورية بين الكتل، بحيث تنتقل رئاستها بفئاتها الثلاث، من كتلة الى أخرى بالتناوب على رئاسة 27 لجنة موزعة على التحالف الوطني والقوى الوطنية والكردستانية، والكتل الأخرى»، مشيراً إلى أن «الكرة أصبحت في ملعب السياسيين لترشيح الشخصيات الكفوءة». وأضاف أن «هذا التغيير في رئاسة اللجان لا يؤثر في عملها، لأن الرئيس ونائبه ومقرر اللجنة أعضاء فيها، وبالتالي ستكون لديهم المعرفة بما يجب فعله» ، لافتاً إلى أن «هذا التغيير سيؤدي الى نوع من التعاون والتنافس بين الرؤساء على تقديم الأفضل في العمل». وتابع أن «صوت رئيس اللجنة سيكون الحاسم في اتخاذ القرارات في حال تعادلت الأصوات ، وهذا يضفي صفة العمل الجماعي في اللجنة». وسبب موضوع رئاسة اللجان البرلمانية خلافات كثيرة بين الكتل، خصوصاً في ما يتعلق برئاسة اللجان المهمة، مثل لجنتي الأمن والقانون.