من لم يمت برصاص النظام يكاد يموت من المطر، هذا هو لسان حال كل مراقب لأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والذين غرقوا بخيمهم وبصفائح التنك التي حولوها إلى غرف يقيمون فيها هربا من بطش نظام بشار الأسد وصواريخه. من الجنوب في صور وصيدا وإقليم الخروب مرورا بالبقاع وصولا إلى عكار والشمال حيث النسبة الأكبر من النازحين السوريين تتشابه المأساة مع العاصفة الثلجية والهطول الكثيف للأمطار الذي شهده لبنان. خيم قلعت من مكانها، وسيول اجتاحت البعض الآخر، فيما عائلات برمتها لا تمتلك وسيلة للتدفئة وإن امتلكتها فهي لا تملك ثمن تشغيلها. ويتوزع النازحون السوريون على مختلف المناطق اللبنانية، ففي شمال لبنان: 229.000. جبل لبنان: 151.000. البقاع: 259.000 . بيروت: 19.000. جنوبلبنان: 98.000. من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أمس أن من يعتقد أن أزمة النازحين سوف تنتهي في غضون شهر أو شهرين هو مخطئ ونحن الآن في مرحلة عجز لاسيما أننا لا يمكن أن نقدم الإعانات لمليون ونصف نازح سوري. من جهته أكد نائب عكار في البرلمان معين المرعبي ل «عكاظ» أن كارثة إنسانية تتجه للحدوث في الشمال وتحديدا في عكار مع قدوم فصل الشتاء وتزايد عدد النازحين في لبنان. وأضاف المرعبي ل «عكاظ» هناك ما يفوق ال300 نازح سوري في قرى الشمال وبخاصة في عكار لا يملكون القدرة على العيش فكيف مع تحديات الشتاء ومتطلباته من غذاء وتدفئة وأغطية. نحن نتجه إلى ما يشبه الانفجار الإنساني، إن لم تحصل مساعدات حريصة وخطة سريعة لمواجهة هذا التحدي. من جهتها أشارت المتحدثة باسم المفوضية دانا سليمان وفي اتصال مع «عكاظ» إلى أن أزمة النزوح السوري إلى لبنان باتت أكبر من قدرة لبنان على التحمل. بدوره قال منسق اللجان الإغاثية السورية في شمال لبنان مصطفى عبيد ل «عكاظ»: «هناك عدة تحديات يواجهها النازحون ولعل أبرزها في كفالة المأوى للعائلات خاصة أن الإيجارات في لبنان باتت مرتفعة جدا كما أن الدولة اللبنانية لم تنشئ مخيمات رسمية للنازحين السوريين وكل المخيمات الموجودة أقيمت بمبادرات فردية من أفراد أو من مؤسسات مدنية وبالتالي فإن إيصال المساعدات الدولي لها يخضع لعراقيل كثيرة».