استبشر أهالي العسكريين لدى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، الذين يواصلون اعتصامهم في ساحة رياض الصلح على رغم رداءة الطقس، خيراً من اللقاءات التي يعقدها الوسيط القطري المكلف إجراء مفاوضات بين الحكومة اللبنانية والخاطفين في جرود عرسال، مع الخاطفين منذ الخميس الماضي إضافة إلى زيارة رئيس مجلس شورى هيئة العلماء المسلمين الشيخ القاضي أحمد درويش الكردي مكان اعتصامهم على رأس وفد من الهيئة للتضامن معهم. وأكّد الأهالي، وفق معلومات ميدانية في عرسال، أن الموفد القطري كان لا يزال حتى مساء أمس في جرود عرسال-القلمون، إذ تسلّم من جبهة النصرة لائحة مطالب منذ اليوم الأول من بدء الوساطة (الخميس) والتقى مسؤول النصرة أبو مالك التلي في القلمون قبل ظهر أمس لمدة ساعتين للوقوف عند المرحلة الثانية، وهي الاتّفاق على المرحلة الأولى من التّنفيذ ثم التقى الموفد القطري تنظيم داعش ظهر أمس لغاية ساعات العصر لتسلّم لائحة مطالبه. وتحدث الأهالي عن حركة كثيفة يجريها الموفد القطري تُبشر ب «إشارات إيجابية في شأن الإفراج عن أبنائنا، وهناك بوادر أمل وأن الخاطفين سلموا مطالب تتسم ببعض الليونة». فيما أملوا أن «تتجه الحكومة اللبنانية إلى الليونة نفسها». وتناقل أقارب العسكريين المخطوفين في خيمهم المنصوبة منذ حوالى شهر والذين يتابعون عبر المواقع الإخبارية على هواتفهم كل المعلومات التي لها علاقة بملف أبنائهم، أن الأنباء عن أن الجيش اللبناني ينفذ عمليات دهم على مخيمات النازحين السوريين في منطقة عين الشعب بين بلدتي عرسال واللبوة، أثارت غضب «جبهة النصرة»، وأن تلك المداهمات يمكن أن تُبطئ من جديد عملية التفاوض. وفي دردشة مع وفد «هيئة العلماء المسلمين» في ساحة رياض الصلح قبل أن تعقد مؤتمرها الصحافي، رحب الأهالي بتكليف الهيئة متابعة ملف العسكريين على رغم عدم تكليفها رسمياً من قبل الحكومة، إلا أن الشيخ الكردي لفت إلى أن «في حال رغب الأهالي بإكمال دور الهيئة فإنها تطلب تكليفاً رسمياً من الحكومة، فدورنا الآن معنوي ونشدّ على أيدي الأهالي». ودعا كل «الأيادي البيضاء إلى أن تمتد إلى هذه القضية». وأكّد أن «حل الملف يكون بحل ملف الموقوفين الإسلاميين، فإن كانوا أبرياء يجب الإفراج عنهم فوراً وإذا كانوا مجرمين يجب أن يعاقبوا وأن يبت بأمرهم». وطالبوا بأن يكون «هناك تكليف رسمي من الدولة لتأمين الحماية الكافية للعلماء المفاوضين». ودعا إلى «مقاضاة من يتّهم الهيئة بأنها الجناح السياسي لداعش والنصرة». وقال: «لن يحركنا إلا حبّنا لهذا الوطن». وردّ الأهالي ب»أننا طالبنا الحكومة مرات عدة بأن تكلّفكم التدخّل في المفاوضات بشكل رسمي ولكن لا أحد يسمعنا». وكان رد وفد الهيئة «من يقدر أن يمد يده فليمدّها فوقت المحاسبة ليست الآن». وناشد الكردي في مؤتمر صحافي «الذين اعتقلوا أبناءنا في جرود عرسال أن يأخذوا المبادرة والواجب الشرعي عليهم لإطلاق سراح الجنود دون قيد أو شرط حفاظا على سلامة البلد». وقال: «كهيئة كنا أعلنا تعليق مبادرتنا بشكل مبدئي، وكان همنا أن يكون هناك تكليف رسمي من الحكومة أو من الجيش أو الأمن العام لتأمين الحماية التي تحفظ العلماء، وهذا الأمر نتمنى أن يتحقق، والمفتي دريان كلمنا في هذا الموضوع حين زرناه». وأكد أن «مبادرة الهيئة لم تنته، ونتمنى أن تعود حية بحيويتها ونشاطها كما كانت». ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يطلب مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان من رئيس الحكومة إعادة تكليف الهيئة، قال: «ممكن، لكن المفتي لم يصرّح، وما حرّكنا هو ما نُقل عن رغبة الأهالي في أن نكون جزءا من هذا العمل، ونحن نريد أن نتشارك جميعاً في انهاء الملف»، مطالباً بتكليف رسمي من الحكومة ووضع اليد معنا في ملف التفاوض.