أقيم أمس احتفال شعبي وخطابي في ساحة رياض الصّلح بمناسة مرور أسبوع على استشهاد الجندي علي البزّال على يد "جبهة النّصرة" التي تخطف عددا من الجنود اللبنانيين في حين تخطف "داعش" عددا آخر في جرود عرسال، واللافت أنّ الجزء الأوفر من مداخلات الأهالي صوّب على الحكومة اللبنانية برئاسة تمّام سلام متهمين إياها بأنها لا تقوم باللازم لاسترداد الجنود اللبنانيين.ولعلّ أبرز ما ميّز هذا الاحتفال هو الهرج والمرج الذي ساد بين أهالي الجنود المخطوفين عند اعتلاء ممثّل العماد ميشال عون النائب الدكتور ناجي غاريوس المنبر، إذ رفض الأهالي سماع خطابه وأرادوا إنزاله عن المنبر بالقوّة ما استدعى تدخّل القوى الأمنية ولم يقبلوا بالإصغاء الى كلمته إلا بعد وساطات. فاعتلى غاريوس المنبر ليعلن انّه وتياره متضامنون مع الاهالي وأنّ "الجنود المخطوفين في قلوبنا". بعد مرور 5 اشهر على عملية الخطف التي أعقبت معركة عرسال بين الجيش اللبناني و"داعش" وجبهة "النصرة" أعدمت المنظمتان 4 جنود لبنانيين آخرهم علي البزّال إما بالذبح أو بالرمي بالرصاص. واللافت انه بعد مرور هذه المدّة يتّجه الملفّ الذي بات قضيّة رأي عام الى مزيد من التعقيد وخصوصا مع انسحاب دولة قطر رسميا من الوساطة ومنعها المندوب السوري أحمد الخطيب من التوجّه الى جرود عرسال لنقل مطالب الخاطفين الى الحكومة اللبنانية. في هذا الإطار قالت أوساط سياسية مطلعة على ملفّ العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "داعش" و"جبهة النصرة" ل"الرياض" أنّ هذا الملفّ يعاني من "العلانيّة المفرطة" في التعاطي من قبل وسائل الإعلام تحديدا ومن قبل بعض المسؤولين، بالإضافة الى عدم توحيد القرار السياسي. وتشير الى أنّ المماطلة في تحقيق تقدّم في هذا الملف تصبّ في مصلحة الخاطفين الذين يتوخّون الحفاظ على منافذ الغذاء والمحروقات وخصوصا في عزّ الشتاء. وبالتالي تؤكد هذه الأوساط بأنّ قضية العسكريين لن تحلّ قريبا وخصوصا وأنّ عملية الخطف توفّر منفذا غذائيا وتموينيا للخاطفين المحاصرين في الضفة الثانية من القلمون من قبل "حزب الله".