رأت شركة «نفط الهلال» الإماراتية أن أسواق الطاقة التقليدية والمتجددة سجلت قفزات نوعية وكمية خلال فترة قصيرة من الزمن لتصل إلى ما وصلت إليه حالياً، إذ أصبحت مكونات ومخرجات الطاقة التقليدية تعمل بكامل طاقتها بعدما شهدت تركيزاً كبيراً في تطوير سبل الحصول عليها تبعاً للأهمية التراكمية التي أحدثتها ودورها في التقدم الذي تشهده البشرية. وأشارت في تقرير أسبوعي الى أن فكرة تطوير قدرات الدول من الطاقة المتجددة حديثة نسبياً، «إلا أنها أصبحت تستحوذ على توجهات كثير من الدول والشعوب في غياب القدرة على تحديد نوع الطاقات المتجددة الذي سيتم الانطلاق منه - الطاقة الشمسية أم الرياح أم الطاقة النووية - في حين لم يتم تحديد القطاعات الاقتصادية التي تتمتع بجاذبية وبأهمية أولى ليتم تفعيل مخرجات الطاقة المتجددة على منتجاتها - القطاع الصناعي أم الخدمي أم النقل – الأمر الذي يُعتبر الخطوة الأولى في طريق النجاح في تطوير قدرات الدول الغنية والنامية من الطاقة المتجددة». ولاحظ التقرير أن طموح الدول والأفراد في تطوير إنتاج الطاقة المتجددة والوصول إلى نسب مساهمة كبيرة من إجمالي الطلب لديها لا بد له من توافر حزمة من القواعد تبدأ بالفرد وتنتهي عنده، ذلك أن النجاح في الوصول إلى طاقة متجددة لن يكون من خلال استمرار أنماط الاستهلاك من مصادر الطاقة التقليدية الحالية وأحجامه، «ما يعني أننا في حاجة إلى تغيير جذري في أساليب الاستهلاك الحالية وأنماطه في كل مناحي الحياة»، داعياً إلى دمج أفراد المجتمع في المنظومة الإستراتيجية للطاقة سواء أكانت تقليدية أم متجددة لضمان السهولة في التطبيق وضمان النتائج، فيما لا تزال أساليب الطاقة المتجددة ضمن الاختبار من وجهة نظر السواد الأعظم من مستهلكي الطاقة الذين لم يتحسسوا منافعها ونتائجها الإيجابية بالنسبة إلى حجم الاستهلاك وتوفير النفقات والمساهمة في تقليل الإضرار بالبيئة. ودعت «الهلال» إلى توازن في الجهود من قبل كل الدول، غنية أم نامية، صناعية أم زراعية، ذلك أن الطاقة المتجددة وطرق تطوير تقنياتها واختبار نتائجها والاستفادة من مخرجاتها لا تزال متركزة لدى الدول الغنية حتى اللحظة، فيما تبقى الدول النامية في مواجهة عجز في الإنفاق للحصول على الطاقة التقليدية والمتجددة على رغم ما يتوافر لديها من ثروات ضخمة. وأضاف التقرير: «بما أن فكرة التوسع والانتشار لمخرجات الطاقة التقليدية أكثر سهولة وجاذبية حتى اللحظة لدى كل أسواق الاستهلاك تبعاً للوفرة الحالية من الإنتاج وتطور آليات الإنتاج والاستخدام، في إشارة إلى أن الطاقة التقليدية كانت وستبقى الأقل كلفة والأكثر تناغماً مع متطلبات الرفاهية والأكثر سرعة في الحصول على النتائج وبكفاءة عالية، في حين نجد أن الطاقة المتجددة لن يتم الحصول عليها بالسهولة والتكاليف السائدة ولن يتم التأقلم على استخدامها بالسرعة التي جرت عليها الطاقة التقليدية ولن تشهد انتشاراً سريعاً يشمل كل مناحي الحياة، ومن هنا تأتي الحاجة إلى ترشيد أوجه الاستهلاك من الطاقة النافذة والتفاعل مع تقنيات الطاقة المتجددة لإنجاحها وإيجاد التوازن المطلوب لدى قطاع الطاقة بكل مخرجاته، تقليدية كانت أم متجددة». وعلى صعيد أخبار الشركات العربية، بدءاً بالإمارات، أشارت «الهلال» إلى أن «شركة أبو ظبي لتسييل الغاز» (أدجاز) تتوقع بدء إنتاجها الجديد من محطتها البحرية في جزيرة داس في الربع الثاني من السنة. وتشتري «شركة طوكيو للطاقة الكهربائية» نحو 85 في المئة من الغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه الجزيرة. وتعتزم الشركة التابعة ل «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) البدء بإنتاج 211 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز في الربع الثاني. وأعلنت «شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل» (مصدر) أنها ستبدأ باستخدام الكربون بدلاً من الغاز في حقن مكامن النفط في بئرين بريتين تابعتين ل «أدنوك» بحلول نهاية عام 2012، وتستعد لبناء منشأة كيميائية لاستخلاص الكربون من الغازات المنبعثة من مصنع حديد الإمارات في منطقة مصفح نهاية هذه السنة. وستتم عملية حقن حقول النفط بالتعاون مع «شركة أبو ظبي للعمليات البترولية البرية» (أدكو) التي تعمل بدورها على تجهيز البنية التحتية لحقولها ضمن الإطار الزمني اللازم لبدء عملية الحقن في الموعد المتفق عليه. مصفاة الرويس وتتقدم تسع شركات هندسة عالمية بعروضها لتصميم مصفاة الزيوت في الرويس لمصلحة شركة «تكرير» التي وجهت دعوات الاشتراك في المناقصة مطلع الشهر الجاري، وترتب زيارة للشركات المرشحة لموقع المشروع في الثاني من الشهر المقبل، ثم تطرح بعدها مناقصة عقد الأعمال الإنشائية والفنية. يذكر أن تكلفة مصفاة الزيوت في الرويس التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً تصل إلى 500 مليون دولار. وفي السعودية، كلفت وزارة البترول والثروة المعدنية شركة «أرامكو السعودية» بإنشاء مصفاة جازان قريباً. وكانت الوزارة درست إنشاء مصفاة في جازان اثر توجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما طُرح المشروع للمنافسة وجرى تأهيل ثماني شركات سعودية ومن ثم تمت دعوتها ودعوة 42 شركة بترول عالمية لتكوين ائتلافات على أن يشمل كل ائتلاف شركة أو أكثر من الشركات العالمية المدعوة لتقديم عروضها. وفي قطر، تستعد «شركة قطر للغاز المسال» (قطر غاز)، المملوكة ل «شركة قطر للبترول» بنسبة 65 في المئة، لإجراء مفاوضات مع ثلاث شركات هندسية عالمية حيال أسعار عروضها المقدمة لتحديث مرافقها الإنتاجية في رأس لفان بتكلفة تتجاوز بليون دولار، حيث إن أربع مجموعات من شركات المقاولات العالمية كانت قدمت عروضها المالية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لشركة «قطر غاز» لتحديث المرافق الإنتاجية في رأس لفان والإبقاء على مستوى إنتاجيتها الحالية، علماً أن «قطر غاز» تحاول أن تخفض أسعار عروض تلك الشركات. وتشمل قائمة الشركات المقدمة للعروض كلاً من «تكنيب» الفرنسية مع «شيودا» اليابانية، و «جاي جي سي» اليابانية مع «جي أس» الكورية الجنوبية، و «سايبم» الإيطالية، و «تويو الهندسية» اليابانية مع «هيونداي الهندسية». وتتولى الشركة الفائزة بالعقد مساعدة «قطر غاز» في الإبقاء على مستوى إنتاجيتها في مشروع «قطر غاز 1» في رأس لفان على معدل 10 ملايين طن متري في السنة حتى عام 2030. وتعتزم «شركة راس غاز» القطرية بدء الإنتاج من مرفق الغاز الطبيعي المسال الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 7.8 مليون طن سنوياً في شباط (فبراير)، حيث تم البدء في مرحلة التركيب ويُتوقع بدء تشغيل الوحدة السابعة قريباً. يذكر أن الوحدة السادسة وهي مرفق إنتاج ضخم تعمل حالياً بالطاقة الإنتاجية القصوى. و «راس غاز» مملوكة بنسبة 70 في المئة ل «شركة قطر للبترول» و30 في المئة ل «إكسون موبيل» الأميركية للنفط والغاز. وفي الكويت، فازت «شركة الخرافي الوطنية» الكويتية بعقد تصل قيمته إلى أكثر من 700 مليون دولار، ويخص استكمال أعمال البناء في مرافق جديدة لمعالجة الغاز في حبشان، تتبع «شركة أبو ظبي لصناعات الغاز» (جاسكو)، إذ تتولى الشركة الكويتية أعمال الهندسة المدنية، والميكانيكية، والكهربائية. وفي العراق، أنجزت «شركة نفط الشمال» العراقية مشروعاً لتطوير حقل عجيل النفطي بطاقة 35 ألف برميل يومياً، وسيتم افتتاحه الشهر المقبل في احتفالية في مدينة كركوك. يذكر أن أعمال تطوير حقل عجيل النفطي وتأهيله ستؤمن أكثر من 35 ألف برميل يومياً من النفط الخام وكميات كبيرة من الغاز الطبيعي، وتمكنت الكوادر الفنية والهندسية في «نفط الشمال» من إنجاز أعمال تطوير وتأهيل حقل عجيل النفطي بواقع زاد على 85 في المئة ويُؤمل إكماله منتصف الشهر المقبل.