رأت شركة «نفط الهلال» الإماراتية ان مؤشرات أداء الاقتصاد العالمي قادت كل دول العالم إلى تغيير جذري على هياكل خططها التنموية، سواء تلك المعدة أم تلك التي تعدّ اليوم، وذلك اعتماداً على المعطيات الجديدة التي تعيشها القطاعات التنموية نتيجة لأزمة الثقة القائمة وما نتج عنها من تغيرات كبيرة على وتيرة النشاط الاقتصادي واتجاهات أسعار مشتقات الطاقة والطلب عليها. ولفتت في تقريرها الأسبوعي إلى ان هذا الأمر «امتد ليطال كل مناحي الحياة ومعها تركيز الحكومات على دعم قطاعات محددة دون غيرها بهدف خفض استهلاكها من مشتقات الطاقة وتحسين كفاءة الاستخدام على المدى الطويل». وشدد التقرير على ان في مقدم القطاعات التي تشهد تركيزاً كبيراً في الآونة الأخيرة قطاع الصناعة وقطاع النقل، بما فيها قطاع تصنيع السيارات حول العالم، الذي يشهد أيضاً حراكاً مستمراً على صعيد تطوير أداء المحركات وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، فيما تستحوذ الصناعة على الحصة الأكبر من الاستثمارات في مجال البحث العلمي حالياً رغبة منها في تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها زيادة المنافسة والتوفير في الطاقة وخفض الانبعاثات والانسجام التام مع خطط الحكومات التي تسعى جاهدة للتقليل من آثار أزمة الثقة السائدة في كل القطاعات الاقتصادية. ولاحظ معدو التقرير«ارتفاع مستويات الوعي العام لدى مستهلكي الطاقة في الدول الصناعية والمتقدمة بشكل لافت في الآونة الأخيرة من خلال الاستثمار في التقنيات والممارسات الأكثر كفاءة في المنازل ومواقع الأعمال والمدارس والمواقع الحكومية وفي مجالات الصناعة بالإضافة إلى تعزيز الأفراد لاختياراتهم للأدوات التي تحتوي على تقنيات حديثة لخفض استهلاك الطاقة وبشكل كبير، ما يعني في المحصلة قدرة أكبر في التحكم في حجم مشتقات الطاقة وأسعارها على مستوى الدولة ككل، ومستوى أفضل لإمدادات الطاقة واستقلاليتها ومتطلبات حماية البيئة، بالإضافة إلى ضبط نسب نمو الطلب عليها مع الزمن وتحقيق وفورات مالية كبيرة على مستوى الدولة والفرد على حد سواء». وفي ما يخص أبرز أحداث الأسبوع الماضي على صعيد قطاع الطاقة في المنطقة، لفت التقرير إلى عزم شركة «ارامكو السعودية» وشركة «كونوكو فيليبس» الأميركية منح عقود لبناء مصفاة مشتركة بينهما في السعودية في أيار (مايو) 2010، إذ دعت الشركتان المقاولين لتقديم عروض لبناء مصفاة ينبع بطاقة 400 ألف برميل يومياً الشهر الماضي وحددتا 31 كانون الثاني (يناير) موعداً نهائياً لتقديم العروض. وتعتزم «أرامكو» دعوة الشركات للتنافس على عقود منشآت للغاز في حقل غاز عربية وحقل شيبة النفطي في الربع الثاني من عام 2010، علماً ان عقود أعمال التصميم والأعمال الهندسية الأولية وعقود الإدارة الخاصة بالمشروعين ستُمنح في أيلول (سبتمبر)، كما يتوقع انجاز أعمال التصميم الأولية في الربع الثاني قبل إصدار عطاءات لبناء المنشآت. وأرست «شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة» (جاسكو) مناقصة التصميمات الهندسية التفصيلية وتوريد المعدات والمواد وأعمال الإنشاءات والتشغيل لمشاريع منظومات الغاز المتكامل على أساس السعر الشامل بقيمة إجمالية بلغت 34 بليون درهم (9.25 بليون دولار)، إذ فاز ائتلاف شركتي «جيه جي سي» اليابانية و «تكنيمونت» الإيطالية بمناقصة مشروع مصنع معالجة الغاز في «مجمع حبشان 5» بسعر 17.3 بليون درهم، فيما فازت شركة «هيونداي» الكورية الجنوبية بمشروع وحدات المرافق والملاحق في المجمع بسعر 6.2 بليون درهم. أما مشروع الخط الرابع لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي في الرويس ففاز به ائتلاف شركتي «بتروفاك الإماراتية» و «جي إس» الكورية الجنوبية بسعر ثماينة بلايين درهم، كما فازت شركة «سي بي آي» الأميركية بمشروع صهاريج التخزين بسعر إجمالي بلغ 1.95 بليون درهم. وأرست «شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة» «أدجاز» مشروع تطوير الغاز المتكامل «أي جي دي» على «هيونداي» بقيمة تبلغ نحو بليون دولار لإنتاج نحو بليون قدم مكعبة من الغاز يومياً. كذلك أرست شركة «دولفين» على شركة «ديسكون الهندسية» الباكستانية عقداً لمدة ثلاث سنوات يتعلق بالأعمال الإنشائية المرتبطة ببناء خط أنابيب الغاز العابر للحدود الإماراتية مع بعض البلدان المجاورة. وأبرمت «شركة قطر للأسمدة الكيماوية» (قافكو) اتفاقاً طويل الأجل تمد بموجبه شركة «غزال» «قافكو» بغاز النيتروجين من شبكتها التي بدأ تشغيلها في نهاية عام 2008. وتعتزم «شركة قطر للغاز» إغلاق أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في العالم لأسابيع في تشرين الأول (أكتوبر) للقيام بأعمال صيانة. وكشفت إيران عن عزمها تدشين تسعة مشاريع بتروكيماوية جديدة في البلاد خلال الشهور السبعة المقبلة باستثمارات تقدر بنحو 4.3 بليون دولار. وستزيد هذه المشاريع الطاقة الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية في البلاد بمقدار 8.8 مليون طن تقريباً. ويذكر ان حجم إنتاج البلاد من المنتجات البتروكيماوية سيبلغ 39 مليون طن تقريباً بحلول نهاية السنة، فيما سيبلغ حجم المبيعات الداخلية والخارجية من هذه المنتجات 28 مليون طن. وفي العراق، افتتحت مجموعة «شيدت» مصفاة نفط جديدة تبلغ طاقتها 40 ألف برميل يومياً في منطقة كردستان العراق، وتدير مجموعة «كار» الكردية الخاصة المصفاة التي ستعالج الخام من حقل خورمالة النفطي. وتبلغ الطاقة الحالية للمصفاة 20 ألف برميل يومياً على ان ترتفع إلى 40 ألف برميل يومياً بحلول نهاية السنة. وكشفت مصادر ان حقل نفط طاوكي في كردستان العراق الذي تطوره شركة «دي ان او» النرويجية ينتج نحو40 ألف برميل يومياً ويتوقع وصول الإنتاج إلى 50 ألف برميل يومياً خلال أشهر، كما ان الإنتاج من حقل طق طق في المنطقة ذاتها والذي تطوره «اداكس بتروليوم» الأميركية و«جينيل انرجي» التركية يتأرجح بين 30 و40 ألف برميل يومياً.