أحيت اليابان أمس، الذكرى ال68 لاستسلامها في الحرب العالمية الثانية. وتجنّب رئيس الوزراء شينزو آبي زيارة نصب «ياسوكوني» الذي تعتبره الدول المجاورة رمزاً للاستعمار الياباني، لكنه لم يبدِ ندماً عن تلك الحقبة، كما زار النصب 3 وزراء وعشرات النواب، ما أثار غضب الصين. ويكرّم نصب «ياسوكوني» في طوكيو، حوالى 2.5 مليون عسكري قُتلوا خلال حروب، لكن الخلاف ناجم عن إضافة اليابان عام 1978، أسماء 14 قائداً عسكرياً دانتهم محكمة للحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية بارتكاب جرائم حرب. وما زالت علاقات اليابان بجيرانها تتأثر بما ارتكبته قواتها من فظاعات، خلال احتلالها شبه الجزيرة الكورية (1910-1945) وقسماً من الصين (1930-1945). ويأتي إحياء ذكرى استسلام اليابان، وسط توتر في علاقاتها مع الصين، اذ تتنازعان السيادة على جزر في بحر الصين الشرقي. ولم ينظم البلدان أي نشاط هذا الاسبوع، في الذكرى ال35 لتطبيع العلاقات الديبلوماسية بين بكين وطوكيو. وكلّف آبي معاوناً له وضع غصن شجرة مقدسة عند النصب، متجنباً زيارة النصب لتفادي تصعيد التوتر مع دول الجوار. وقال كويتشي هاجيودا، وهو مسؤول بارز في «الحزب الديموقراطي الليبيرالي» الحاكم إن آبي ارسل الهدية بصفته زعيماً للحزب، لافتاً الى أن رئيس الوزراء «يقدّم أصدق تعازيه الى ارواح أسلافنا ويعتذر لعدم حضوره الى النصب». وأشار آبي الى «امتنانه واحترامه للذين قاتلوا وضحّوا بحياتهم الثمينة، من أجل بلدهم»، مضيفاً: «أما بالنسبة الى موعد زيارتي نصب ياسوكوني، أو هل سأذهب أم لا، لن أقول اذ يجب ألا يتحوّل ذلك مسألة سياسية أو ديبلوماسية». لكن آبي خرج عن التقاليد المتبعة، اذ لم يعرب عن أي ندم تجاه معاناة آسيا بسبب الاستعمار الياباني. وفي خطاب لمناسبة ذكرى استسلام بلاده، في احتفال حضره امبراطور اليابان اكيهيتو، قال آبي في اشارة الى اليابانيين الذين قُتلوا خلال حروب: «لن أنسى أبداً ان السلام والازدهار اللذين ننعم بهما الآن، هما نتيجة تضحيتكم بحياتكم... سنبذل كل جهدنا لمساهمة في السلام في العالم». وزار النصب 3 وزراء على الأقل، و89 نائباً ومساعدون ل101 نائب. وقال رئيس اللجنة الوطنية للأمن العام كيجي فورويا ان «الصلاة على أرواح ضحايا الحرب قضية محض وطنية، ولا يجوز للدول الاخرى ان تنتقد او تتدخل في ذلك». لكن الخارجية الصينية استدعت السفير الياباني، وسلّمته احتجاجاً رسمياً على الزيارة، اذ اعتبرت أنها «تؤذي بشدة مشاعر الناس في الصين والدول الآسيوية التي كانت ضحية للحرب»، داعية طوكيو الى اعادة النظر «في شكل جدي في ماضيها والتصرّف في شكل عملي من اجل استعادة ثقة المجتمع الدولي».