طوكيو – أ ف ب - أعربت اليابان أمس عن ندمها على المعاناة التي نتجت من دورها في الحرب العالمية الثانية بمناسبة ذكرى هزيمتها عام 1945، غير أن هذا لم يمنع رئيسي وزراء سابقين من القيام بزيارة مثيرة للجدل لمعبد ياسوكوني رمز ماضي البلاد العسكري. وشارك رئيس الوزراء تارو آسو والأمبراطور أكيهيتو الذي كان والده هيروهيتو أعلن استسلام اليابان قبل 64 عاماً، في احتفال إقيم عند النصب التذكاري الوطني في طوكيو بحضور 5 آلاف من قدامى المقاتلين وأفراد عائلات ضحايا سقطوا في الحرب العالمية الثانية. وقال آسو: «إن أمتنا ألحقت أضراراً كثيرة ومعاناة ببلدان عدة وخصوصاً شعوب آسيا» في اشارة الى الاحتلال الياباني في الصين والكوريتين قبل الحرب وخلالها. وزاد: «أود التعبير باسم شعبنا عن ندمي العميق وتعازي لجميع الضحايا». من جهته، قال الأمبراطور أكيهيتو: «اقدم تعازي الصادقة. على أمل ألا تتكرر أبداً بعد اليوم مثل هذه المعاناة الناتجة من الحرب». غير أن رئيسي الوزراء السابقين جونيشيرو كويزومي وشينزو آبي اختارا المناسبة لزيارة معبد ياسوكوني الذي يخلّد ذكرى 2.5 مليون جندي ياباني قتلوا في معارك وبينهم 14 من القادة اليابانيين اتهمهم الحلفاء بعد هزيمة 1945 بارتكاب جرائم حرب. وفي 2006 كان كويزومي سلف آبي أول رئيس حكومة يزور هذا الموقع الذي يحتل مكانة بارزة في الإحساس القومي الياباني في ذكرى استسلام اليابان، منذ زيارة ياسوهيرو ناكاسوني عام 1985. وأثارت زيارات جونيشيرو الى المعبد توتراً في العلاقات بين اليابان وجارتيها الصين وكوريا الجنوبية اللتين رأتا فيها تمجيداً للماضي العسكري لليابان الذي كانت هذه الدول من ضحاياه. أما آبي الذي لم يسبق له أن زار المعبد كرئيس وزراء، فقام السبت بثاني زيارة له على التوالي بصفة خاصة. وقال للصحافيين: «جئت اليوم أعبر عن تقديري وإجلالي لإرواح ضحايا الحرب». وقال آسو المعروف بنزعته القومية انه لن يزور ياسوكوني خلال ولايته، فيما أعلنت وزيرة الاستهلاك سيكو نودا أنها تعتزم زيارته. وقدّم زعيم المعارضة يوكيو هاتوياما الذي ترجح استطلاعات رأي توليه رئاسة الحكومة المقبلة بعد الانتخابات التشريعية في 30 آب (أغسطس) الجاري، تعازيه لجميع ضحايا الحرب. وقال في بيان: «أود تقديم تعازي الصادقة لجميع ضحايا الحرب هنا وفي الخارج». وتابع: «من مسؤوليتنا وواجبنا إحلال السلام من خلال تأمل التاريخ بصدق حتى لا ننسى جنون الحرب وحتى لا نكرر هذه المأساة». واغتنم عدد من المقاتلين القدامى وعائلاتهم الطقس الجميل لزيارة المعبد الشنتوي حيث تجمع ناشطون من اليمين المتطرف. وقال أحدهم وهو يرتدي الكيمونو التقليدي ويحمل العلم الياباني «أعتقد أن على الأجيال الشابة أن تواصل بدورها تكريم قتلى الحرب». وأضاف: «يجدر عدم إلقاء اللوم على الجنود والأشخاص العاديين. كانت حقبة صعبة للجميع. وجميعهم ضحايا الحرب».