صعدت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، من احتجاجاتهم بمسيرات اتجهت إلى وزارات ومقار حكومية صباح أمس تخللتها اشتباكات بين أنصار مرسي من جهة والأمن ومواطنين من جهة أخرى سقط فيها عشرات الجرحى. وخرجت مسيرات إلى دواوين وزارات تقع غالبيتها في وسط القاهرة، قبل أن تعود إلى اعتصامي «رابعة العدوية» في حي مدنية نصر و «النهضة» في ميدان الجيزة. كما نظم «الإخوان» وقفات احتجاجية أمام مقار دواوين محافظات عدة. وحاصر «الإخوان» صباح أمس وزارات التعليم العالي والأوقاف والعدل والتعليم والصحة في وسط القاهرة والزراعة في حي الدقي في الجيزة والكهرباء في حي العباسية، ومنعوا موظفين من الدخول، فيما أغلق الأمن بوابات مقار الوزارات. لكن «الإخوان» تجنبوا محاولة اقتحام الوزارات، واكتفوا بحصارها وعدم السماح لأي من الموظفين بالدخول. ورفعوا لافتات تطالب بعودة مرسي إلى الحكم ورفض أي تعيينات جديدة في الوزرات أو المحافظات. ووقعت مواجهات محدودة بين الأمن والمتظاهرين أمام عدد من الوزارات. لكن أعنف الاشتباكات وقع بين أهالي منطقتي عابدين وباب اللوق في وسط القاهرة وأنصار مرسي بعدما سعى عدد منهم تظاهر أمام وزارة الأوقاف إلى دخول ديوان الوزارة ومنعهم الأمن، فوقعت مشادات واحتكاكات بين الطرفين تدخل فيها الأهالي ضد أنصار مرسي، ليتحول محيط الوزارة القريبة من وزارة الداخلية إلى منطقة كر وفر بين المتظاهرين والأهالي. وتطورت المواجهات بعد اعتداء أنصار مرسي على محال تجارية في المنطقة، ما استدعى تدخل الشرطة لفض الاشتباكات، فأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود من الجانبين، ما أدى إلى جرح العشرات من الجانبين. ومنع أهالي عابدين «الإخوان» من تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ديوان محافظة القاهرة. وشوهد أنصار مرسي يفرون من المنطقة ويطاردهم عدد من أهالي المنطقة الرافضين لتظاهرهم فيها. ونظم أنصار مرسي مسيرات في طريق صلاح سالم الرئيس ما سبب شللاً مرورياً في شرق القاهرة، كما نظموا مسيرات وتظاهرات في شارع الهرم في الجيزة، ووقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة الجيزة. وتظاهروا أيضاً أمام دواوين المحافظات المختلفة احتجاجاً على حركة المحافظين الجديدة. ونظموا مساء أمس مسيرات من مساجد في أحياء مدينة نصر وعين شمس والزيتون والشرابية توجهت إلى «رابعة العدوية». واستنكر منسق «حركة شباب 6 إبريل» أحمد ماهر محاصرة «الإخوان» الوزارات ومحاولة اقتحام بعضها. وقال في بيان إن ذلك «مخالف لمبادئ الإخوان التي كانوا يرفعونها وقتما كانوا في السلطة، عندما كان الشباب يتظاهر أمام الوزارات ومنازل الوزراء، وكانوا يستنكرون ذلك ويعتبرونه خيانة وبلطجة». وخاطب «الإخوان» قائلاً: «أنتم بذلك تناقضون أنفسكم وما ترفعونه من شعارات. كلما أصررتم على عدم الاعتراف بالواقع وتجاهل الإرادة الشعبية التي خرجت في موجة ثورة 30 حزيران (يونيو) الماضي، كلما قلل ذلك من فرصة عودتكم إلى المجتمع مرة أخرى، وتلاحمكم معه». وطالب قيادات الجماعة ب «مراجعة أفكارهم قبل فوات الأوان»، مشدداً على أن «تحركات الجماعة لن تجدي شيئاً ولن يعود محمد مرسي إلى الحكم». وظهر أن الحكم لم يحسم خياراته في شأن التعامل مع اعتصامي أنصار مرسي في «رابعة العدوية» و «النهضة»، إذ لم يخرج أي بيان أو توضيح من الرئاسة بعد اجتماع لمجلس الدفاع الوطني مساء أول من أمس لمناقشة سبل التعامل مع الاعتصامين، بعدما هددت الحكومة ووزارة الداخلية والمجلس نفسه مراراً بفضهما. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الجهات الأمنية تلقت عدداً من البلاغات من مواطنين قالوا إنهم تعرضوا لإيذاء بدني وتعذيب على أيدى الموجودين في اعتصام «رابعة العدوية». وأفادت تسريبات بأن الحكومة اعتمدت خيار محاصرة الاعتصامين بدل فضهما تجنباً لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وفي سيناء، هاجم مسلحون فجر أمس مبنى قسم شرطة ثان في العريش ونقطة تابعة لقوات حرس الحدود واستراحة كبار الزوار في العريش. وتبادلت قوات الشرطة والجيش إطلاق النار مع المسلحين الذين فروا من تلك المناطق من دون حدوث إصابات.