اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، أن تأخر انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في سورية المعروف ب (جنيف 2) سيكون مسماراً في نعشه ويقدّم خدمة لمن وصفهم بالتكفيريين في المعارضة السورية والمتطرفين في السلطة، وأكد بأن "الهيئة ترفض أي مس بالسيادة الوطنية السورية رداً على دعوات التقسيم". وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال "هناك ضرورة تملي على الأطراف الأساسية، الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة، عقد مؤتمر (جنيف 2) في أسرع وقت، لأن العد العسكي في حرب الاستنزاف الدائرة في سوريا يصب، وكما نرى، في خدمة التكفيريين في المعارضة والمتطرفين في السلطة، ونعتقد أن الاستعداد الجدي لعقد هذا المؤتمر قبل تشرين الأول/اكتوبر المقبل هو أحسن رد على التفتيت الذي تعيشه البلاد". وأضاف "نسمع حالياً ما هب ودب من تصريحات بشأن القضية الكردية في سورية، والأكراد السوريون كبشر هم جزء من عمليات المزاودة التي تعيشها الأوضاع السورية الآن، وأصبحت المزاودة جزءاً من الخطاب السياسي لمعظم القوى السياسية السورية، وللأسف وبحكم تفتيت القوى السياسية الكردية تصبح هذه المزاودات جزءاً من عمليات الاستقطاب والتعبئة". وفيما أقرّ منّاع أن "من حق أي كردي في العالم أن يحلم بكردستان"، شدد على أن التاريخ "لم يُرسم يوماً بهذه الطريقة". وقال "قد تكون هناك دول أو أقاليم نشأت في سنوات صعود الفاشية، لكن في اعتقادي أن الديمقراطية تشكل الحل الأرقى لتمتع شعوب المنطقة بحقوقها، ونحن في هيئة التنسيق نرفض أي مس بمسألة السيادة الوطنية السورية، ومن نقاط خلافاتنا الأساسية مع معارضين آخرين أنهم يريدون الاعتراف بحدود سوريا في عام 1946، أي التخلي عن أراض سورية بحكم الأمر الواقع لاسرائيل وتركيا". وأضاف رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر "نحن مع ادارة مدنية ذاتية ومع ادماج اللامركزية الإدارية في عملية بناء سوريا الجديدة، وتوافقنا مع خمسة أحزاب كردية، من بينها حزب الاتحاد الديمقراطي العضو في هيئة التنسيق، على هذه المبادئ في المؤتمر التأسيسي للهيئة". وحول دعوة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، لانشاء جيش وطني موحّد، قال منّاع "اعتقد بأن المشكلة المركزية كانت في اسلوب بناء المجموعات المسلحة القائم على التذرر ورفض المركزية العسكرية والقيادة السياسية معاً، ولذلك لدينا الآن أكثر من 1200 مجموعة مسلحة معظم افرادها، وكما هو معروف، ليسوا من المنشقين عن الجيش السوري وفيها كل شيء ويضيع خيرها بشرها". وأضاف "بعبارة أخرى، لا يمكن الحديث اليوم لا في نصر عسكري ولا في خيار عسكري، وفي أحسن الأحوال يتم التعاون مع هذه الكتلة المسلحة بوصفها طرفاً في مواجهة أنصار الحل الأمني العسكري، ولذلك نرى أن هذه الدعوة ستواجه مصير سابقاتها من المساعي العسكرية". وتمنى منّاع على الائتلاف "أن يعطي حجماً أكبر للنضال السياسي وسيناريوهات الحل السياسي مثل مؤتمر (جنيف 2) واتخاذ موقف نهائي وواضح لا لبس فيه من أجل حضوره إلى جانب هيئة التنسيق الوطنية والهيئة الكردية العليا"، مبدياً استعداد الهيئة "لعقد اجتماعات تمهيدية مع كل الأطراف المعارضة، بما في فيها الائتلاف، من أجل تشكيل وفد مشترك لبرنامج الحد الأدنى المتفق عليه للدخول طرفاً قوياً وفاعلاً في مؤتمر جنيف الثاني". وسُئل عن أسباب توقف "مجموعة أصدقاء الشعب السوري" عن عقد اجتماعاتها، فأجاب "ابلغنا الرئيس التونسي، المنصف المررزوقي، قبل أن تعقد هذه المجموعة أول اجتماع لها في تونس أنه لا يمكن أن يكون أصدقاء الشعب السوري معركة محاور على سوريا بدلاً من أن يكونوا داعمين للشعب السوري من أجل الانتقال الديمقراطي".