لا يزال رحيل مستشار وزير الثقافة والإعلام السابق لشؤون التلفزيون الإعلامي محمد القزاز يلقي بظلال قاتمة على المشهد الثقافي والإعلامي والفني، فالراحل الذي وافته المنية ليلة عيد الفطر المبارك في المستشفى التخصصي بجدة، بعد معاناة طويلة مع المرض، وصلي عليه يوم العيد الذي وافق الخميس الماضي، ترك أثراً عميقاً في من عرفه من المسؤولين والمثقفين والفنانين. ويعد الراحل من أول المؤسسين لتلفزيون الشرق الأوسط (MBC)، وقناة راديو وتلفزيون العرب (ART)، ومن أبرز المؤسسين والمنتجين للدراما التلفزيونية والسهرات والبرامج على مستوى العالم العربي والتلفزيون السعودي، إضافة إلى صولاته وجولاته في الإنتاج والإخراج السينمائي بمشاركة فرق عالمية سينمائية، وفي عام 1982 أنشأ استوديوات في جدة، تم جلبها من ألمانيا كلفت مئات الملايين. وقال عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ل«الحياة»: «رحم الله الأخ والصديق المقرب أبا عمر محمد القزاز رجل النهم الذي لم يهدأ ولو لوهلة، من أجل خدمة وطنه والعالم العربي في مجال الإعلام والثقافة والفن»، مضيفاً: «هو ذاك العلم الذي يفضل أن يكون مرفرفاً وصاحب صوت له رنين يبقى صداه على مدى التاريخ»، وأوضح أن الزميل محمد القزاز «مدرسة تتلمذ على يدها الكثير ونهل منها نجوم وشخصيات أصبحت ذات مكانة في المجال الإعلامي العربي والعالمي»، معزّياً الوطن وذويه ونفسه «برحيل تاريخ لن يغفل بحجم القدير محمد القزاز». في ما وصفه وزير الإعلام السابق الدكتور إياد مدني ب«المؤثر وصاحب النقلة والتجربة المختلفة في مجال الإعلام والثقافة والأدب وفن التلفزيون والسينما»، مؤكداً ل«الحياة» أن الراحل يعد من القلائل الذين قدموا للإعلام السعودي وعلى مستوى العالم العربي قفزات أضحت من المراجع والمحطات المهمة في تاريخ الإعلام العربي»، مضيفاً: «منذ حقبة من الزمن عملنا أنا والفقيد - رحمه الله - معاً، فوجدت في شخصه الرقي وحسن المعشر والمعاملة على مستوى الشخصي والمهني. ترك الراحل إرثاً وتاريخاً مرصعاً بالذهب». ولفت مدني إلى أن رحيله «رحيل أهم الأسماء السعودية التي عملت لخدمة تطوير الإعلام السعودي». من جانبه، وصف مدير تلفزيون جدة خالد البيتي الراحل ب«رائد التطوير والتغيير في رؤية ولغة صورة الإعلام التلفزيوني السعودي، ويعد من المؤثرين على المستوى العربي في الإعلام التلفزيوني وعالم السينما». وقال البيتي: «مما لاشك فيه، أن أستاذنا أبا عمر - رحمه الله - قدوة تتلمذ على يده العديد من رموز الإعلام السعودي والعالم العربي، كونه المفكر العميق المبدع بكل حواسه لتفعيل الحراك الإعلامي لمواكبة العصر». وأضاف البيتي أن الراحل: «المؤسس الأول لاستوديوات السينما في السعودية بجدة، الفقيد بحر من العطاء الذي لم ينضب إلى أن رحل من الحياة الدنيا، أسأل الله له الغفران والثواب». وأوضح رجل الأعمال والمنتج وحيد فؤاد جمجوم أن الحديث عن شخصية بحجم الراحل الكبير محمد القزاز «هو بمثابة الشرف الذي نحظى به، كوننا نعي تماماً من هو ذلك الرجل الصادق المفكر الذي لا يتحدث سوى بأمور مهمة للمصلحة العامة، وخصوصاً في تطوير الإعلام وتنمية الثقافة الإعلامية ولغة الصورة والمفاهيم، التي كان يود تقديمها للمجتمع من خلال الصناعة السينمائية السعودية»، وقال: «جمعتني لحظات كثيرة بالأخ أبي عمر وكان من صفوة الشخصيات الإعلامية ذات المعين الثقافي والفكري»، مضيفاً أن من أهم ما يميز شخصيته: «نهمه المستمر لتقديم الأفضل والمميز. جعله الله في عليين». وقال الفنان حسن عسيري عن الراحل: «إنه من جيل لا يعشق سوى التحدي. عاش جل حياته يقدم العديد من النجاحات، يمارس مهنته الإعلامية حد العشق». من جانبه، قال المنتج والفنان محمد حمزة إنه يصعب «اختزال صفات الأخ الحبيب محمد القزاز في حديث صحافي»، مشيراً إلى أنه هو «رجل قدم الكثير من جهده وخدم طوال حياته. يصعب وصف كل اللحظات التي عشتها معه، فهو رجل متواضع وبسيط، يحب عمله وأحب الناس والخير، قدم الكثير للمجال الإعلامي»، مؤكداً أنه «عاش حياة عمر معه، واعتبره معلم أجيال».