توقعت الخرطوم وجوبا انفراجاً وشيكاً في علاقاتهما بما يضمن استمرار ضخ نفط الجنوب عبر اراضي الشمال الى موانئ التصدير. ورأى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي ان «الرئيس عمر البشير فوت فرصة كانت ستدخله التاريخ من اوسع أبوابه». وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي، إن العلاقات بين السودان وجنوب السودان تسير الآن نحو الأفضل، مشيراً إلى نتائج إيجابية توصلت إليها الاجتماعات الأخيرة للجنة السياسية والأمنية المشتركة بين الطرفين في اجتماعها الأخير. وأضاف كرتي أن السودان لمس إشارات إيجابية من دولة الجنوب في إطار تحسين علاقات البلدين. ورأى أن دولة الجنوب تمر الآن بمنعطف إيجابي يساهم في أمنها وسلامة أراضيها واستقرار اقتصادها، ورأى إلى أن الأوضاع في الجنوب لا تدعو السودان الى الغفلة أو ترك المطالبة بالحقوق. كما توقَّع سفير دولة الجنوب في السودان، ميان دوت، حدوث انفراج كبير في القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا خلال الأيام القليلة المقبلة، وتابع: «هناك بشارات سارة للشعبين تؤكد أن الأمور ستمضي إلى الأمام بصورة إيجابية» الى ذلك طالب رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الحكومة بضرورة الاعتراف بتحالف متمردي «الجبهة الثورية» الذي تحمل السلاح ضد الحكومة والتفاوض معه شرط تخليه عن العنف، لأنه يمثل جنوباً جديداً. وأشار المهدي، في كلمته أمام آلاف من أنصاره في مدينة أم درمان ثاني مدن العاصمة الخرطوم، إلى أن هناك مقاومة مسلحة في دولة جنوب السودان، تسببت لدولة الجنوب في ما وصفه بشمال جديد، ما يعنى استمرار الحروب في المنطقة. وأكد اتفاق مواقف المعارضة السياسية والمسلحة لتغيير الأوضاع في البلاد بعد ما وصلت إلى مرحلة خطيرة. وكشف انه بعث رسالة الى البشير حتى يكون ضمن أدوات التغيير الجديد، موضحاً انه لو تجاوب معها لعالج ازمات السودان و»دخل التاريخ من اوسع ابوابه»، وزاد «للأسف النظام الحاكم يحاول تقديم حلول من باب الزينة». كما حذر رئيس الهيئة التنفيذية لقوى المعارضة فاروق أبو عيسى الحكومة السودانية من دفع المعارضة الى خيارات غير سلمية «كما في حال متمردي جنوب كردفان والنيل الأزرق». وأكد أبو عيسى اتفاق تحالف المعارضة مع «الجبهة الثورية» المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لإسقاط النظام الحاكم. وحذر زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي من ان تؤدي النزاعات في اطراف البلاد الى انفصالها كما حدث في جنوب السودان،ودعا الى توحد ارادة الناس لمواجهة الطغيان. وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال إن المعركة الآن أصبحت فاصلة وحاسمة، كما أرادها المتمردون وتحالف المعارضة في الداخل، وشدد على أن الحكومة تعتبر المعركة حاسمة حتى لو تراجعوا عن ذلك. واتهم قوى اجنبية بالوقوف خلف متمردي «الجبهة الثورية» والمعارضة، للإطاحة بالنظام في الخرطوم واقتلاعه من جذوره. وفي السياق ذاته دعا رئيس جهاز الأمن والاستخبارات السوداني السابق، صلاح عبدالله «قوش»، الرموز السياسية كافة التي نالت فرصها في الحكم، الصادق المهدي وحسن الترابي وغيرهما، إلى التنحي وإفساح المجال الى أجيال جديدة لإدارة الشأن السياسي. وقال إن الصادق المهدي والترابي وزعيم الحزب الشيوعي الراحل محمد ابراهيم نقد قادة لديهم دور مؤثر في القضية الوطنية السودانية ولا يستطيع أحد منهم إلغاء الآخر. وأكد أن على الرموز القديمة إخلاء الساحة لأجيال جديدة تستفيد من تجاربهم، وأن يواصل الرموز أدوارهم كمرشدين. وكشف قوش في برنامج تلفزيوني ان 90 في المئة من المعلومات والتقارير الاستخبارية عن السودان مفبركة. وقال ان عنصر جهاز الأمن الذين ابعده من الخدمة خلال توليه رئاسة الجهاز انتقل الى خدمة وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي ايه» مقابل المال وأبلغ واشنطن أن الخلية لديها خلية من المتطرفين تخطط لاغتيال رئيس الاستخبارات الأميركية السابق جورج تينت وهو ما دفع الولاياتالمتحدة الى اتخاذ حزمة من التدابير كان ابرزها اغلاق سفارتها في السودان موقتاً. مشيراً الى انه اقنع ذلك الشخص بالاعتراف امام عناصر من السي آي اي عن ان المعلومات التي قدمها الى اميركا كانت مفبركة.